“رحلوا معًا كما عاشوا”.. مشاهد مؤلمة في تشييع جثماني طفلين ضحايا حريق مصنع الغربية

في مشهد يذرف الدموع ويقطع القلوب، شيع أهالي محافظة الغربية جثماني طفلين لقيا مصرعهما في حريق مروع اندلع داخل أحد المصانع بالمنطقة، حيث ودع الأهل والأصدقاء الطفلين اللذين توفيا في حضن بعضهما البعض، في صورة تعكس قوة الروابط الأخوية حتى في لحظات الموت.

 

تبدأ المأساة عندما نشب حريق هائل داخل أحد المصانع المحلية، حيث كان الطفلان الشقيقان يقضيان وقتًا داخل المبنى لأسباب لا تزال تحقق فيها الجهات المختصة. انتشرت النيران بسرعة كبيرة، وحوصر الصغيران داخل المبنى المحترق، ولم يتمكنا من الهروب رغم المحاولات اليائسة لإنقاذهما. وعندما تمكن رجال الإطفاء من السيطرة على الحريق واختراق النيران، عثروا على الجثمانين متشابكين في وضعية تدل على أنهما احتضن بعضهما البعض في اللحظات الأخيرة قبل الوفاة، وهي صورة مؤلمة هزت جميع الحاضرين.

 

خلال مراسم التشييع، انهمرت دموع الأهل والجيران الذين تجمعوا بالمئات لتوديع الطفلين اللذين وصفاهما بأنهما كانا “شقيقين متحابين لا يفترقان أبدًا”. حمل الأقارب النعشين الصغيرين وسط صرخات الحزن والألم، بينما حاول البعض تهدئة الأم التي انهارت تمامًا أمام جثماني فلذات كبدها.

 

وقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات تظهر لحظات التشييع المؤثرة، حيث بدا المشهد وكأنه مأخوذ من فيلم مأساوي، مع نعشين صغيرين محمولين على الأكتاف، وزغاريد النساء الممزوجة بالبكاء كنوع من التقاليد في الريف المصري لتوديع الموتى، خاصة عندما يكون الفقيدان في مقتبل العمر.

 

من جانبها، فتحت النيابة العامة تحقيقًا موسعًا في أسباب الحريق، وبدأت في استجواب صاحب المصنع والعمال لمعرفة الظروف التي أدت إلى هذه المأساة، كما تبحث عن أي تقصير في إجراءات السلامة قد يكون ساهم في انتشار النيران بهذه السرعة. وتدرس الجهات المعاملة إمكانية وجود مخالفات في تشغيل الأطفال أو عدم توافر متطلبات الأمن الصناعي الأساسية.

 

أما الأهالي، فقد طالبوا بتحقيق عاجل ونزيه يكشف كل ملابسات الحادث، معربين عن غضبهم من تكرار مثل هذه الحوادث التي تزهق أرواح الأبرياء بسبب الإهمال. ونظم بعض السكان وقفة احتجاجية أمام المصنع المحترق، مطالبين بالقصاص العادل لكل من تسبب في هذه المأساة الإنسانية.

 

هذه الحادثة الأليمة تطرح مرة أخرى تساؤلات كبيرة عن ظروف عمل الأطفال في المنشآت الصناعية، وعن مدى التزام أصحاب المصانع بتوفير أدنى معايير السلامة. كما تثير الجدل حول ضرورة تشديد الرقابة على أماكن العمل التي قد يستغل فيها الأطفال، وتكثيف الحملات التفتيشية للحد من مثل هذه الكوارث المتكررة.

 

في النهاية، تبقى ذكرى الطفلين الشقيقين عالقة في الأذهان، ليس فقط بسبب مأساة موتهما معًا، ولكن أيضًا بسبب قصة الحب الأخوي التي تجسدت حتى في لحظاتهما الأخيرة. ورغم الألم الذي خلفه رحيلهما المفاجئ، إلا أن صورتهما المتشابكة في الموت ستظل تذكيرًا صارخًا بضرورة حماية الأطفال وضمان سلامتهم في كل مكان.

عن admin

شاهد أيضاً

رئيس الوزراء يتابع إجراءات منع تهريب السلع والبضائع في مختلف المنافذ

  يواصل رئيس الوزراء متابعة الجهود الحكومية بشكل مكثف للسيطرة على عمليات تهريب السلع والبضائع …

التخطي إلى شريط الأدوات