مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة
مقالات مشابهة
اشتعلت ساحة الجدل مجدداً حول قضية المساواة في الميراث بعد التصريحات المثيرة التي أدلى بها الدكتور أحمد كريمة، الأستاذ بجامعة الأزهر، والتي هاجم فيها بشدة الدكتور محمود الهلالي، حيث وصف فكرة إجراء استفتاء شعبي حول المساواة في الميراث بأنها غير مقبولة شرعاً وعقلاً. جاءت هذه التصريحات في رد فعل عنيف على ما أثير مؤخراً حول دعوات لتعديل قوانين الميراث في مصر.
أكد كريمة في تصريحاته الصادمة أن قضية الميراث محسومة شرعاً بنصوص قرآنية قطعية الثبوت والدلالة، ولا يجوز المساس بها أو طرحها للاستفتاء الشعبي، معتبراً أن هذا الطرح يشكل مخالفة صريحة للشريعة الإسلامية. واستخدم كريمة تعبيراً لاذعاً في هجومه على الهلالي بقوله: “نحن لسنا أمام مشروع صرف صحي أو طريق يمكن التصويت عليه”، في إشارة إلى أن الأحكام الشرعية الثابتة ليست محلاً للتصويت أو الاستفتاءات الشعبية.
من جانبه، كان الهلالي قد تقدم بمقترح لإجراء استفتاء شعبي حول المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، معتبراً أن الأمر يحتاج إلى موافقة الشعب باعتباره صاحب السيادة. إلا أن هذا المقترح واجه هجوماً شرساً من قبل العديد من علماء الدين والمحافظين الذين رأوا فيه مساساً بالثوابت الدينية وتجاوزاً للحدود الشرعية.
أثار هذا الجدل موجة عارمة من النقاشات الحادة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسم الرأي العام بين مؤيد للتمسك بالنصوص الشرعية كما هي، وبين من يرى ضرورة مراجعة بعض الأحكام التي -حسب رأيهم- لم تعد تتوافق مع متطلبات العصر. إلا أن الغالبية من علماء الدين أكدوا أن مسألة الميراث من المسائل المحسومة التي لا تقبل الاجتهاد أو التعديل، باعتبارها منصوصاً عليها نصاً قطعياً في القرآن الكريم.
يذكر أن قضية المساواة في الميراث ليست جديدة على الساحة المصرية، حيث تطفو على السطح بين الحين والآخر، لكنها تواجه دائماً معارضة شديدة من المؤسسة الدينية الرسمية والتيارات المحافظة، الذين يعتبرونها خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه. ويبدو أن هذه المعركة الفكرية ستستمر في إثارة الجدل في الفترة المقبلة، خاصة مع تصاعد الأصوات الداعية إلى مراجعة بعض الأحكام الشرعية بما يتناسب -حسب رأيهم- مع تطور المجتمعات وتغير الظروف.
