في ريعان الشباب.. مأساة “عبدالرحمن” الذي قُتل على يد أقربائه في قرية البساتين 

في قرية البساتين، حيث الحياة تبدو هادئة وبسيطة، تحوّل يوم عادي إلى مأساة دامية راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر، لم يتجاوز العشرينيات، كان يحلم بمستقبل مشرق، لكن يد الغدر اختطفت أحلامه قبل أن تتحقق. “عبدالرحمن” هو اسم ذلك الشاب الذي انتهت حياته بشكل مأساوي على يد من يفترض أن يكونوا أقرب الناس إليه، حيث تحوّل النزاع العائلي إلى جريمة بشعة هزت أرجاء القرية وتركت الجميع في صدمة وحزن.

 

تبدأ القصة بخلافات عائلية تراكمت مع الوقت، تحوّلت من كلمات متبادلة إلى مشاجرات، ثم انفجرت في لحظة غضب أودت بحياة عبدالرحمن. تقول الروايات إن المشاجرة اشتعلت لأسباب تافهة، لكنها تحوّلت إلى جريمة قتل مروعة، حيث تعرض الشاب لطعنات قاتلة لم ينجُ منها، ليلقى حتفه في مكان كان من المفترض أن يكون ملاذه الآمن بين أهله وأقاربه.

 

لم تكن القرية تتوقع أن تشهد مثل هذه الجريمة، خاصة أن الضحية كان شاباً معروفاً بحسن خلقه وطيبته، مما زاد من صدمة الأهالي. تحوّل منزل العائلة إلى مكان للعزاء والأسى، بينما فرّ الجناة هاربين، تاركين وراءهم أسرة ممزقة ومجتمعاً في حيرة من كيفية حدوث مثل هذه المأساة.

 

الشرطة تدخلت على الفور وفتحت تحقيقاً موسعاً لمعرفة ملابسات الواقعة، وتمكنت من تحديد هوية المشتبه بهم، الذين تبين أنهم من أقارب الضحية، مما أضاف بعداً أكثر إيلاماً للقصة. تحوّلت القرية إلى ساحة للحديث عن العنف الأسري وكيف يمكن أن تتحول الخلافات البسيطة إلى كوارث لا تُحمد عقباها.

 

أصدقاء عبدالرحمن وزملاؤه لم يتمكنوا من تصديق الخبر، فالشاب الذي كان يملأ الدنيا ضحكاً وحيوية أصبح ذكرى مؤلمة في أذهان الجميع. يقول أحدهم: “كان دائماً يساعد الجميع، لا أحد يتخيل أن مصيره سيكون بهذه القسوة.” بينما عبر آخرون عن غضبهم من انتشار العنف في المجتمعات الريفية، حيث لا تزال بعض النزاعات تُحسم بطرق بدائية تودي بأرواح بريئة.

 

القضية أثارت أيضاً جدلاً حول دور الأجهزة الأمنية والمجتمع في منع مثل هذه الجرائم، خاصة أن القرية شهدت حوادث مشابهة من قبل، مما يطرح تساؤلات عن إمكانية تفادي المأساة لو تم احتواء الخلاف مبكراً. الأسرة المنكوبة طالبت بالقصاص، بينما دعا آخرون إلى التروي وترك القضاء يأخذ مجراه، لكن الجميع يتفق على أن الفقدان لا يعوّض، وأن عبدالرحمن لن يعود، مهما كانت نتيجة التحقيقات.

 

تبقى قصة عبدالرحمن جرحاً غائراً في قلب القرية، تذكيراً قاسياً بأن العنف لا يحل مشكلة، بل يزيد الألم ويترك جراحاً لا تندمل. ففي لحظة غضب، ضاع مستقبل شاب، وتحوّل أهله من ذوي قرابة إلى خصوم، في مشهد يؤكد أن الإنسانية قد تخسر عندما تطغى العاطفة على العقل.

عن admin

شاهد أيضاً

«خنق على سبيل المزاح».. الداخلية ترد على فيديو الغربية وشرح ملابساته

  تسبّب فيديو متداول من محافظة الغربية يظهر ممارسات عنيفة وادعاءات حول حالة خنق على …

التخطي إلى شريط الأدوات