مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة
مقالات مشابهة
استيقظت مدينة السادس من أكتوبر على مشهد مأساوي خلفه حريق هائل اندلع في أحد مصانع البلاستيك بالمنطقة الصناعية، حيث تحولت الليلة السابقة إلى ساعات من الرعب والخوف وسط ألسنة اللهب والدخان الأسود الذي غطى السماء وأفزع السكان والعاملين في المنطقة المحيطة. الحريق اندلع في وقت متأخر من الليل، ولم يكن عاديًا أو محدود النطاق، بل كان ضخمًا لدرجة أنه شوهد من مناطق بعيدة، وأدى إلى حالة من الاستنفار الكامل في صفوف قوات الحماية المدنية التي تعاملت مع النيران بشجاعة رغم صعوبة الظروف.
مع بزوغ فجر اليوم التالي، تحركت النيابة العامة لمعاينة موقع الحريق عن قرب، حيث انتقلت فرق التحقيق إلى المكان الذي بدا كأنه خرج من معركة نارية مروعة. آثار الدمار كانت واضحة في كل زاوية من المصنع، الجدران متفحمة، الهياكل المعدنية منهارة، والروائح النفاذة للمواد المحترقة تملأ الهواء، بينما كانت سيارات الإطفاء لا تزال موجودة في محيط المكان لتنفيذ عمليات التبريد ومنع أي اشتعال متجدد قد ينجم عن بقايا المواد الكيميائية القابلة للاشتعال.
النيابة بدأت عملها في توثيق كل تفاصيل الحادث، من خلال تصوير الموقع ورفع العينات وتحديد الخسائر الأولية، سواء في المباني أو المعدات أو المواد الخام التي كانت مخزنة داخل المصنع. كما بدأت في الاستماع إلى أقوال العاملين والمسؤولين عن المصنع، الذين أبدوا صدمتهم مما جرى، خاصة أن الحريق نشب بشكل مفاجئ وامتد بسرعة مرعبة، مما صعّب على الموجودين التعامل معه في لحظاته الأولى.
هذا الحريق لم يكن فقط خسارة مادية فادحة، بل تسبب أيضًا في وقوع عدد من الإصابات بين العاملين ورجال الإطفاء، الذين واجهوا حرارة شديدة وأدخنة كثيفة خلال محاولاتهم لاحتواء النيران. وتم نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج، في حين تبذل الجهات المختصة جهودًا مستمرة لحصر الأضرار وتحديد أسباب الحريق، سواء كان ناتجًا عن ماس كهربائي أو مواد كيماوية تفاعلت بشكل غير متوقع.
الحادث أثار حالة من الحزن والغضب بين سكان المنطقة والعاملين في القطاع الصناعي، حيث باتت هذه النوعية من الحرائق المتكررة تثير تساؤلات حول مدى الالتزام بإجراءات الأمن الصناعي والسلامة المهنية داخل المصانع. الجميع ينتظر نتائج تحقيقات النيابة لكشف الحقيقة الكاملة ومحاسبة أي تقصير محتمل، وسط دعوات بتشديد الرقابة على المنشآت الصناعية وتعزيز سبل الوقاية، حمايةً للأرواح والممتلكات من كوارث مماثلة قد تندلع في أي لحظة دون سابق إنذار.
