كشف صندوق النقد الدولي عن حجم التأثيرات الاقتصادية العميقة التي خلفتها الحرب الدائرة في غزة على اقتصادات دول المنطقة، خاصة مصر والأردن، حيث أكد جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الصندوق، أن مصر فقدت ما يقرب من 7 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس نتيجة تداعيات الحرب، بينما شهدت الأردن تراجعاً ملحوظاً في الدخل السياحي، مما انعكس بشكل مباشر على الأداء الاقتصادي للبلدين. وأوضح أزعور خلال جلسة لصندوق النقد الدولي في العاصمة السعودية الرياض أن المخاطر العالمية المتسارعة باتت تضغط بقوة على اقتصادات الشرق الأوسط، حيث تراجعت السياحة وتعثرت الإيرادات في دول مثل مصر ولبنان والأردن، نتيجة للصدمات الاقتصادية الحادة التي أحدثتها النزاعات المستمرة في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا.
وأشار إلى أن هذه النزاعات لم تؤثر فقط على القطاعات الحيوية مثل قناة السويس والسياحة، بل امتدت آثارها لتشمل الناتج المحلي الإجمالي للعديد من دول المنطقة، حيث تسببت في تراجع معدلات النمو وزيادة التحديات الاقتصادية، وسط حالة من عدم اليقين وتقلبات الأسواق. وأكد أن مصر، التي تعتمد بشكل كبير على إيرادات قناة السويس كمصدر رئيسي للعملة الأجنبية، تلقت ضربة قوية بفقدانها هذا المبلغ الضخم، وهو ما ينعكس على قدرتها على تمويل الواردات ودعم العملة المحلية، في وقت تواجه فيه تحديات اقتصادية أخرى تتعلق بالتضخم وارتفاع الأسعار.
أما الأردن، فقد تأثر بشكل مباشر بانخفاض أعداد السياح القادمين إلى المملكة بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة في المنطقة، مما أدى إلى تراجع الدخل السياحي الذي يمثل أحد أهم مصادر العملة الصعبة للاقتصاد الأردني. وأوضح مدير إدارة الشرق الأوسط في صندوق النقد أن هذه التطورات تضع المزيد من الضغوط على الحكومات في المنطقة، وتجبرها على البحث عن حلول عاجلة لتعويض الخسائر وتنشيط القطاعات الاقتصادية المتضررة، مع التركيز على تعزيز الاستقرار وجذب الاستثمارات وتنويع مصادر الدخل.
وفي سياق متصل، لفت أزعور إلى أن دول الخليج واصلت تحقيق معدلات نمو تتراوح بين 3% و5% بفضل جهودها في التنويع الاقتصادي والإصلاحات الهيكلية، ما مكنها من مواجهة التقلبات العالمية بشكل أفضل من بقية دول المنطقة. كما أشار إلى أن هناك إشارات إلى تراجع رغبة دول أوبك+ في الالتزام بالتخفيضات الطوعية لإنتاج النفط، الأمر الذي يزيد من تقلبات سوق النفط ويؤثر على اقتصادات الدول المنتجة والمستوردة على حد سواء.
واختتم أزعور تصريحاته بالتأكيد على أن منطقة الشرق الأوسط تواجه حالياً مخاطر أعلى مقارنة بمناطق أخرى حول العالم، ما أدى إلى تقلبات كبيرة في الأسواق بعد الإعلان عن التعريفات الجمركية، داعياً إلى ضرورة التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة هذه التحديات وتعزيز الاستقرار الاقتصادي في ظل الظروف الراهنة. وتبقى التحديات الاقتصادية التي فرضتها الحرب في غزة حاضرة بقوة على أجندة صناع القرار في مصر والأردن، حيث يسعى الجميع لإيجاد حلول مستدامة تعيد التوازن إلى اقتصاداتهم وتخفف من وطأة الخسائر المتراكمة.
مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة