بدموع لا تتوقف وصوت متهدج يعكس ما في قلبه من ألم وصدمة، وقف الشاب فارس ليروي مأساة فقدانه لشقيقه الذي راح ضحية جريمة بشعة ارتكبها عاطل في منطقة حلوان. كانت الكلمات التي نطق بها فارس أمام عدسات الكاميرات تختصر حجم الكارثة التي ألمّت به وبعائلته، حين قال: “كان صاحبي وأخويا وأبويا”، تلك الجملة البسيطة التي حوت بداخلها مشاعر الفقد والخذلان والحنين، كلمات خرجت من أعماق قلب شاب لم يكن يتوقع أن يستيقظ على كابوس لن ينتهي، كابوس فقدان الأخ الذي كان يمثل له كل شيء في الحياة.
فارس لم يتحدث عن أخيه باعتباره مجرد فرد من العائلة، بل صوّره وكأنه العمود الفقري الذي كان يسند به ضعفه، والرفيق الذي يقاسمه الحياة بتفاصيلها، والسند الذي لا يخذله. كان بينهما رابط يتجاوز الأخوّة التقليدية، إذ جمعتهما صداقة قوية وعلاقة أبوية من نوع خاص، فالأخ الأكبر كان له بمثابة المعلم والمرشد والحامي. وحين انتُزع هذا السند منه بتلك الطريقة المفجعة، انهار فارس تمامًا، وتحوّل مشهد وداعه لشقيقه إلى لحظة موجعة التهبت لها قلوب كل من شاهدها.
القصة بدأت عندما نشب شجار بسيط في الشارع، تصاعد بشكل غير متوقع حتى بلغ ذروته بجريمة طعن أودت بحياة شقيق فارس. المتهم، وهو شاب عاطل عن العمل، كان قد افتعل مشادة لأسباب تافهة، تطورت سريعًا بشكل دموي انتهى بجريمة مأساوية في وضح النهار. لم يكن القتيل طرفًا في خلاف كبير أو مشاجرة معتادة في الشارع، بل كان ضحية لفوضى غياب العقل وغياب القانون في لحظة انفعال قاتلة.
الخبر انتشر سريعًا، والمشهد المؤلم لم يغب عن ذاكرة سكان المنطقة الذين يعرفون جيدًا طيبة قلب الضحية وحسن سيرته بين الناس. في جنازته، لم تكن الدموع وحدها هي الحاضرة، بل الحيرة أيضًا، كيف لإنسان مسالم أن يُقتل بهذه الطريقة؟ كيف تنتهي حياة شاب في مقتبل العمر بسبب لحظة غضب من شخص فقد إنسانيته؟
فارس، الذي بات الآن يشعر بأنه فقد نصفه، لم يجد ما يعبّر به عن حزنه سوى بكلمات بسيطة لكنها موجعة. لم يبكِ شقيقه فقط، بل بكى عمرًا كانا يخططان له معًا، بكى ضحكاتهما، وأحاديث الليل، واللحظات التي لن تعود. تحوّل من شاب مطمئن بوجود شقيقه إلى إنسان ممزق فقد مرآته وسنده. وفي كل لحظة تمر، يتردد صدى عبارته: “كان صاحبي وأخويا وأبويا”، لتبقى شاهدًا على وجع لا تداويه الأيام.
مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة