مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة
مقالات مشابهة
في إطار التحليلات المتعمقة التي تناقش التحديات التي تواجه المجتمع الحديث، أطلق الباحث والمختص في الشؤون الأمنية والدراسات الثقافية، الدكتور المسلماني، تحذيراً شديد اللهجة من تأثيرات ما يعرف بـ«ثقافة الترند» على الأمن القومي للدول. وبيّن المسلماني أن هذه الثقافة التي تعتمد على انتشار المواضيع السطحية والتافهة عبر منصات التواصل الاجتماعي، باتت تشكل تهديداً حقيقياً لأمن واستقرار المجتمعات، خاصة عندما تتحول أولويات الجماهير والمجتمع ككل نحو أمور لا تحمل قيمة حقيقية أو أثر إيجابي.
وأشار الباحث إلى أن ثقافة الترند أو الاتجاهات المؤقتة التي تنتشر بسرعة البرق على شبكات التواصل، غالباً ما تركز على مواضيع تافهة أو مسلية فقط، دون أن تقدم محتوى عميق أو بناء. هذا الأمر يؤدي إلى انحراف الانتباه الجماهيري عن القضايا الحقيقية التي تمس حياة الأفراد والمجتمع بشكل عام، مما يضعف الوعي الجمعي ويحد من قدرة الناس على المشاركة الفعالة في قضاياهم الوطنية والاجتماعية. وأضاف أن هذا الانحراف في التركيز يساهم بشكل غير مباشر في إضعاف مؤسسات الدولة وتقليل القدرة على مواجهة التحديات الكبرى مثل الأزمات الاقتصادية، أو الأزمات الأمنية، أو حتى التهديدات الخارجية.
كما نبه المسلماني إلى أن الاعتماد على هذه الثقافة السطحية يجعل الجماهير عرضة للتلاعب الإعلامي والتأثير السلبي من قبل جهات خارجية تسعى لاستغلال ضعف الوعي الشعبي لزعزعة الاستقرار الداخلي. وفي ظل سيطرة المحتوى الخفيف والمضامين الترفيهية الزائفة على منصات التواصل، تتضاءل فرص نشر الوعي الوطني وتعزيز القيم المجتمعية، وهو ما يشكل خطراً كبيراً على وحدة المجتمع وتماسكه.
وبناءً على ذلك، شدد الباحث على ضرورة العمل الجاد من قبل الحكومات والمؤسسات التعليمية والإعلامية على تعزيز ثقافة الوعي الحقيقي، وتوجيه الجمهور نحو الاهتمام بالقضايا الوطنية الهامة، وتشجيع المحتوى الذي يحمل قيمة حقيقية ويساهم في بناء المجتمع وحمايته. كما دعا إلى وضع استراتيجيات واضحة للحد من تأثير الثقافة السطحية التي لا تثمر سوى التشويش على الأولويات الحقيقية، والعمل على بناء مجتمع واعٍ يستطيع التعامل مع مستجدات العصر بحكمة ومسؤولية.
في النهاية، يرى المسلماني أن تجاوز مخاطر «ثقافة الترند» ليس بالأمر السهل، لكنه يمثل خطوة ضرورية لضمان أمن المجتمع واستقراره، وضمان أن تكون الأولويات الوطنية مبنية على أسس سليمة وقيم راسخة بعيداً عن كل ما هو تافه أو عابر.
