في واقعة تحمل الكثير من التعقيد الإنساني والتوتر العائلي، نشب خلاف حاد بين اللاعب إبراهيم شيكا، لاعب فريق الاتحاد السكندري، ووالدته، وذلك على خلفية قضية ميراث تتعلق بشقة تقدر قيمتها السوقية بنحو 650 ألف جنيه. الأزمة بدأت تأخذ طابعًا علنيًا بعد أن قررت والدة اللاعب التصعيد والكشف عن تفاصيل الخلاف الذي اشتعل بينهما بسبب رفضها لمبلغ مالي عرضته عليها زوجة ابنها، وبلغ 108 آلاف جنيه، باعتباره نصيبها الشرعي من الميراث، وهو ما لم ترَ فيه الأم تقديرًا لحقها، لا قانونيًا ولا إنسانيًا، معتبرة أن الأمر يحمل استخفافًا بحقها ومكانتها كأم.
تفاصيل القصة تعود إلى الميراث الذي تركه والد إبراهيم شيكا، والذي شمل هذه الشقة التي أصبحت محل النزاع. وقد بادرت الزوجة، وفق ما تم تداوله، بمحاولة إنهاء الخلاف بطريقة ودّية من خلال عرض مبلغ مالي يمثل – من وجهة نظرها – نصيب والدة اللاعب، وذلك رغبة منها في تسوية الأمور بشكل ودي داخل الإطار الأسري، وتجنب الدخول في مسارات قانونية أو خلافات علنية قد تؤثر على صورة الأسرة أمام الرأي العام، لا سيما أن الأمر يتعلق بلاعب معروف، تحيط به الأضواء داخل وخارج الملعب.
لكن والدة إبراهيم شيكا رفضت هذا العرض بشكل قاطع، واعتبرت المبلغ المعروض لا يعكس القيمة الحقيقية لنصيبها، سواء من حيث التقدير المادي أو المعنوي، مشيرة إلى أنها لا تطالب بشيء سوى بحقها الشرعي الذي كفله لها القانون والدين، وأنها لم تكن تتوقع أن يتحول ابنها إلى طرف في أزمة معها، خاصة في مرحلة عمرية كانت تأمل فيها أن تجد الراحة والدعم من أبنائها. وزادت حدة الخلاف بعدما تمسكت الأم بموقفها ورفضت أي تسوية مالية تقل عن القيمة الحقيقية للميراث.
هذا الخلاف العائلي لم يكن مجرد نزاع مالي فقط، بل تجاوز ذلك ليُعبّر عن جرح نفسي عميق تشعر به الأم، التي رأت أن ابنها، الذي ربته وسهرت على تربيته، وقف في صف زوجته دون أن يمنحها ما تستحق من احترام وتقدير. وقد ألقت هذه القضية بظلالها على الوسط الرياضي والجمهور المتابع للاعب، خاصة أن شيكا يُعرف عنه التواضع والروح الطيبة داخل المستطيل الأخضر، الأمر الذي دفع البعض إلى الشعور بالصدمة تجاه تفاصيل الأزمة، بينما حاول البعض الآخر التماس الأعذار والانتظار حتى تتضح الصورة بالكامل.
في المقابل، لم يصدر عن اللاعب أي تصريحات مباشرة، وربما يعود ذلك إلى رغبته في احتواء الموقف وعدم تأجيج الأزمة إعلاميًا، ولكن الصمت في مثل هذه الحالات قد يفسَّر بطرق مختلفة من الجمهور، ويضعه في موقف يحتاج إلى توضيح أو حسم، سواء من خلال بيان رسمي أو خطوات عملية تعيد الأمور إلى نصابها داخل أسرته.
القضية، على بساطتها من الناحية القانونية، تحمل الكثير من الدلالات النفسية والاجتماعية، إذ تطرح تساؤلات حول كيفية تعامل بعض الأبناء مع آبائهم وأمهاتهم حين يدخل المال على الخط، ومدى قدرة العائلات على تجاوز الخلافات المالية دون تمزيق الروابط التي تُفترض أنها أقوى من العقارات والأموال. كما تسلط الضوء على دور الزوجات في مثل هذه الخلافات، ومدى تأثيرهن في توجهات الأزواج عند حدوث نزاعات عائلية.
وفي النهاية، تبقى القصة مفتوحة على احتمالات عدة، فإما أن تتدخل الحكمة لاحتواء الخلاف وإعادة اللحمة إلى هذه الأسرة التي اجتمعت ذات يوم على الحب، أو أن تتسع الفجوة أكثر في ظل تمسك كل طرف بموقفه، ويخسر الجميع حين يصبح المال هو الحاكم الوحيد للعلاقات.
مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة