أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال لقائه السفير الفرنسي بالقاهرة إيريك شوفالييه، أن الغطرسة التي تمارسها بعض القوى العالمية تعد السبب الرئيسي في اندلاع العديد من الحروب والصراعات التي تدفع ثمنها الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، وعلى رأسهم الأطفال والنساء. وأوضح فضيلته أن المواقف السياسية وحدها لا تكفي لمعالجة هذه الأزمات، بل يجب أن تتبعها خطوات عملية وحقيقية تهدف إلى إنهاء المعاناة وتحقيق السلام الدائم في المناطق المتأثرة بالنزاعات.
وأشار شيخ الأزهر إلى أهمية العمل الجاد والمشترك بين الدول والمنظمات الدولية لإيجاد حلول عادلة وشاملة تضمن حقوق الشعوب، وتوقف دائرة العنف التي تستمر في إلحاق الضرر بالبشرية جمعاء. كما ثمّن فضيلته الموقف الفرنسي المتوازن الذي يدعو إلى وقف العدوان على قطاع غزة، ويؤكد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة كحل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويحقق الاستقرار في المنطقة.
من جانبه، أعرب السفير الفرنسي عن دعم بلاده الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مشيداً بالجهود التي يبذلها الأزهر الشريف في تعزيز قيم التعايش والسلام بين الشعوب والأديان. وأكد أن فرنسا تسعى إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الأطراف، وتسعى إلى لعب دور بناء في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، من خلال دعم المبادرات التي تركز على الحلول السلمية والاحترام المتبادل.
وتأتي هذه اللقاءات في إطار تعزيز التعاون بين الأزهر الشريف والجهات الدولية، والعمل المشترك على مواجهة التحديات التي تهدد الأمن والسلم العالميين. ويعكس هذا الحوار الحرص على تبني مقاربات جديدة ترتكز على الحوار والتفاهم، بعيداً عن العنف والصراعات التي تؤدي إلى مزيد من المعاناة للبشرية.
في الختام، أكد شيخ الأزهر أن السلام لا يتحقق إلا من خلال إرادة حقيقية وعمل متواصل من جميع الأطراف، داعياً إلى تحرك عالمي عاجل يضع حدًا للمعاناة ويؤسس لعلاقات قائمة على العدالة والاحترام. وأكد أن الأزهر سيظل منبرًا للدعوة إلى السلام والتعايش، مساهماً في بناء عالم أكثر أمناً واستقراراً، حيث تحترم حقوق الإنسان وتُحفظ كرامة الشعوب.
مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة