مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة
مقالات مشابهة
أعرب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن إدانته الشديدة ورفضه القاطع لتصويت الكنيست الإسرائيلي على مشروع قانون جديد يسعى إلى فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على أراضي الضفة الغربية المحتلة، وهو التصويت الذي اعتبره خطوة بالغة الخطورة تندرج ضمن محاولات الاحتلال المستمرة لفرض أمر واقع جديد يخالف الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، ويقوض فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967.
وأكد أبو الغيط في تصريحات رسمية أن هذا المشروع التشريعي لا يمكن النظر إليه بمعزل عن سلسلة متصلة من السياسات والممارسات التي تنتهجها حكومة الاحتلال خلال السنوات الأخيرة، سواء من خلال التوسع الاستيطاني غير المشروع، أو تسهيل اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، أو العمل على ضم الأراضي تدريجيًا في مخالفة صريحة للقانون الدولي. وشدد على أن هذا القانون يعكس نزعة استعمارية واضحة، ويعبّر عن توجّه خطير نحو تقويض حل الدولتين بشكل كامل، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الميدانية بشكل غير مسبوق، ويهدد بإشعال موجات جديدة من التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمنطقة بأسرها.
وأشار الأمين العام إلى أن هذا الإجراء ليس مجرد خطوة رمزية أو داخلية، بل يحمل دلالات سياسية بالغة الخطورة، خاصة وأنه يمثل محاولة لإضفاء طابع “قانوني” على الاحتلال، ويضرب عرض الحائط بجميع المواثيق والمعاهدات الدولية ذات الصلة، وفي مقدمتها اتفاقيات جنيف التي تُجرّم ضم أراضي محتلة بالقوة. كما أكد أن هذا القانون لن يغيّر من الطبيعة القانونية للأراضي الفلسطينية، وستظل الضفة الغربية أرضًا واقعة تحت الاحتلال العسكري، كما أن المجتمع الدولي، رغم حالة الصمت والتراخي الحالية، لا يمكنه أن يتغاضى إلى الأبد عن هذه الانتهاكات.
ودعا أبو الغيط المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والإنسانية تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا على ضرورة الضغط الجاد والحازم لوقف مثل هذه السياسات التي تدفع بالمنطقة نحو المجهول. كما ناشد الدول التي تؤمن بالعدالة وحقوق الإنسان، خاصة في أوروبا والعالم الغربي، بضرورة اتخاذ موقف واضح ورافض لهذه التحركات الإسرائيلية الأحادية التي تهدد بإجهاض كل مساعي السلام، وتؤسس لمرحلة من اللا استقرار والصراع المفتوح.
واختتم الأمين العام تصريحاته بالتأكيد على أن جامعة الدول العربية تتابع تطورات الموقف عن كثب، وتنسق مع القيادة الفلسطينية والدول الأعضاء من أجل حشد موقف عربي ودولي جماعي لمواجهة هذه السياسات، والحيلولة دون فرض الأمر الواقع الذي تسعى إسرائيل إلى تثبيته على الأرض، بما يخالف كل قواعد الشرعية الدولية ويقوض أسس العدالة.
