في ظل تصاعد وتيرة الأحداث المتلاحقة التي يشهدها قطاع غزة، وما يرافقها من محاولات للتشويه المتعمد وتشكيك في مواقف الدول المحورية في المنطقة، خرجت مصر عن صمتها لترد بحزم ووضوح على حملات التشويه التي تستهدف دورها الإنساني والسياسي في القضية الفلسطينية. فقد أكدت الدولة المصرية أن كل ما يُروّج من ادعاءات مغرضة حول موقفها من غزة، لا يعدو كونه محاولة يائسة للنيل من مصداقية موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني على مدار عقود.
وحرصت مصر على التوضيح بأن ما يُنسب إليها من اتهامات بشأن عرقلة المساعدات أو التواطؤ مع أطراف النزاع، هو عار تمامًا من الصحة، ويهدف فقط إلى خلق حالة من البلبلة والفتنة وتشويه صورتها أمام الشعوب العربية والرأي العام العالمي. فمصر، التي دفعت وما زالت تدفع ثمنًا باهظًا في سبيل دعم القضية الفلسطينية، ليست بحاجة إلى تبرير موقفها، لأن سجلها التاريخي يشهد على التزامها الدائم تجاه الشعب الفلسطيني، سواء على مستوى الدعم الإنساني أو السياسي أو الدبلوماسي.
وأشارت التصريحات الرسمية المصرية إلى أن القاهرة لم تكن في يوم من الأيام طرفًا متقاعسًا عن نجدة الفلسطينيين، بل على العكس تمامًا، كانت دائمًا في مقدمة الدول التي فتحت معابرها لاستقبال الجرحى وتوصيل المساعدات، كما عملت بكل طاقتها لتخفيف المعاناة عن سكان غزة، في الوقت الذي كانت فيه أطراف أخرى تكتفي بإصدار بيانات جوفاء أو المتاجرة بالقضية لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة.
وأكدت مصر أن هناك جهات تعمل بشكل ممنهج على تزييف الحقائق، عبر بث الشائعات والأكاذيب حول تحركاتها الإنسانية واللوجستية، مستغلة تعقيدات المشهد الراهن لتمرير روايات مغلوطة لا تستند إلى أي دلائل واقعية. وأضافت أن ما تقوم به من جهود على الحدود، لا سيما في معبر رفح، يتم وفق أعلى درجات التنسيق مع الأطراف الدولية لضمان وصول المساعدات بشكل آمن وفعال إلى المحتاجين، بعيدًا عن أي مزايدات إعلامية أو سياسية.
كما شددت القاهرة على أن موقفها من القضية الفلسطينية لا تحكمه أهواء أو مصالح آنية، بل ينبع من ثوابت قومية وعربية أصيلة، لا تتغير بتغير الظروف. فهي تدرك حجم التحديات التي يواجهها الفلسطينيون، وتدرك أيضًا أن دورها كدولة محورية في المنطقة يفرض عليها مسؤوليات جسام لا يمكن التنصل منها، مهما كانت الضغوط أو الإساءات. ولهذا تواصل مصر العمل في صمت من أجل التوصل إلى تهدئة دائمة، وتقديم الدعم المتواصل للمصابين والنازحين، في الوقت الذي تتحرك فيه دبلوماسيًا مع كل الأطراف الفاعلة لإيجاد حل شامل وعادل يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة.
وفي نهاية بيانها، دعت مصر الجميع إلى تحري الدقة وعدم الانسياق وراء الحملات المضللة، مؤكدة أن التاريخ وحده هو من سيحكم على المواقف، وأن الحقيقة لا يمكن طمسها مهما اشتدت عواصف الأكاذيب. كما طالبت الأصوات المغرضة التي تحاول تشويه دورها أن تنظر إلى الواقع بعين المنطق، لا بعين الكراهية والتحامل، فمصر ستبقى، كما كانت دومًا، سندًا حقيقيًا للشعب الفلسطيني، لا تنتظر شكرًا ولا تلتفت إلى اتهامات باطلة.
مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة