نجحت وزارة الداخلية في توجيه ضربة قوية لعصابات استغلال الأطفال، حيث أعلنت الأجهزة الأمنية بالقاهرة ضبط تشكيل عصابي خطير كان يستغل عددًا كبيرًا من الأطفال في أعمال التسول بمدينة نصر. وأوضحت الوزارة أن أفراد العصابة كانوا يستخدمون الأطفال بطريقة منظمة تدر عليهم مكاسب غير مشروعة، في واحدة من أخطر القضايا التي تكشف عن الوجه القاسي لجرائم الاتجار بالبشر.
وكشفت التحقيقات أن التشكيل العصابي ضم عدة أفراد قاموا بتوزيع الأطفال على مناطق حيوية وشوارع رئيسية لاستجداء المارة والحصول على الأموال، بينما يتم جمع هذه المبالغ بشكل يومي وتسليمها لرؤساء العصابة. وأكدت المصادر أن عدد الأطفال المستغلين بلغ 26 طفلًا، وهو رقم صادم يعكس حجم الجريمة الإنسانية.
وأوضحت الوزارة أن العصابة اعتمدت على أساليب نفسية مؤثرة لاستدرار عطف المارة، حيث أجبروا بعض الأطفال على الظهور بمظهر المتسولين المرضى أو الجوعى، كما تم استخدام آخرين في تنظيف زجاج السيارات مقابل مبالغ زهيدة يتم الاستيلاء عليها من قبل العصابة.
وأشارت إلى أن هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الطفل، فضلًا عن أنها جريمة يعاقب عليها القانون. وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من تتبع تحركات أفراد العصابة بعد ورود بلاغات متعددة من المواطنين الذين لاحظوا استغلال الأطفال في ظروف قاسية.
وأضافت الوزارة أنه تم تحرير الأطفال من قبضة العصابة وإحالتهم إلى جهات الرعاية الاجتماعية المختصة لضمان توفير بيئة آمنة وصحية لهم، مع اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتهمين الذين يواجهون تهمًا تتعلق بالاتجار بالبشر واستغلال القُصّر.
وأكدت الداخلية في بيانها أن مكافحة مثل هذه الجرائم تأتي ضمن استراتيجيتها لحماية المجتمع، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا مثل الأطفال، مشددة على أنها لن تتهاون في التصدي لأي محاولات لاستغلالهم.
وتعكس هذه القضية أهمية التعاون بين المواطنين والجهات الأمنية، إذ ساعدت البلاغات الواردة في كشف الشبكة وإنقاذ الأطفال، مما يعكس وعيًا مجتمعيًا متزايدًا بخطورة هذه الممارسات.
مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة