انشغلت الأوساط اللبنانية السبت بقضية اتجار بالأطفال مقابل مبالغ مالية، وتوقيف راهبتين ثم إطلاق سراحهما لاحقاً.
وفي التفاصيل، أوقف القضاء اللبناني بناءً على قرار صدر عن القاضية الناظرة في جنح الأحداث في محافظة بعبدا (جبل لبنان) راهبتين بينهما رئيسة جمعية (رسالة حياة) بعد أن رفضت قراراً قضائيا بتسليم عدد من الأطفال (عددهم 12) منهم طفلان رضيعان كانا وضعا لدى الجمعية، لصالح قضاء الأحداث، نظراً “لوجود خطر على حياتهم، لأنهم يتعرّضون للتحرش والاعتداء الجنسي، وإجبارهم على مشاهدة أفلام إباحية، وتناول طعام منتهي الصلاحية.
واستند قرار القاضية الذي يقع في 36 صفحة إلى إفادة إحدى مندوبات حماية الأحداث التي تحدثت عن “تبديل أطفال”، وترافق مع معلومات متداولة وإخبارات مقدّمة إلى النيابة العامة التمييزية عن بيع أطفال مقابل مبالغ مالية تختلف تبعاً للون الطفل. إذ تصل المبالغ إلى ٣٠ ألف دولار للطفل الأشقر و15 ألف دولار للطفل الأسمر، وذلك بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية عن شهادات لأطفال كانوا يتعرضون للتحرش الجنسي في الجمعية، وأنه طلب منهم عدم الحديث حول ممارسات أحد الرهبان.
موضوع يهمك ? أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، بانطلاق دورية روسية برفقة آليات تابعة لقوى الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) من…
على حدود تركيا..اجتماع للروس مع قيادات كردية شمال سوريا
سوريا
روايتان متناقضتان
وتضاربت المعلومات في القضية بسبب وجود روايتين متناقضتين بين القضاء من جهة والجمعية من جهة ثانية، وهو ما زاد من غموض الأمر، علماً أن الجمعية ستعقد مؤتمراً صحافياً الأحد لتوضيح موقفها مما حصل مع الراهبتين اللتين استدعاهما القضاء مجدداً ظهر السبت بعد أن تم الإفراج عنهما فجراً.
أما من الناحية القضائية، فقد اكتفت مصادر قضائية بالقول لـ”العربية.نت” “إن قضاء الأحداث استطاع استعادة معظم الأطفال الذين وضعوا لدى الجمعية ليبقى طفلان (حديثا الولادة) رفضت الجمعية تسليمهما للقضاء”.
وأشارت المصادر التي رفضت إعطاء مزيد من التفاصيل نظراً لحساسية القضية إلى أن “القرار واضح ولا يحتاج إلى تأويلات. ونحن نحقق بالقضية منذ أشهر والقرار الصادر يشمل معظم أطفال الجمعية الذين تم الاستناد إلى شهادتهم من أجل إصداره”. وشددت على “أن الحكم الصادر نهائي”.
“قضية مُفبركة بمساعدة قاضية”
في المقابل، اعتبرت مصادر الجمعية في حديث لـ”العربية.نت” “أن ما يحصل مع الجمعية مُفبرك وحملة تجنٍ من قبل عائلة بمساعدة أحد القضاة، كانت تقدّمت بطلب للحصول على حضانة أحد الطفلين الرضّع إلا أنه تبيّن بعد التدقيق في الطلب أن العائلة “غير مؤهّلة لتبنّيه”.
وأضافت قائلةً “عند رفض طلب العائلة بتبنّي الطفل رفعت دعوى ضد الجمعية أمام النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون، إلا أن الأخيرة وبعد الاطلاع على الملف أغلقته لأنه فارغ ولا يستند إلى وقائع وأدلة دامغة، لكن يبدو أن هناك من “استفاد” من كف يد القاضية عون من قبل المدعي العام التمييزي غسان عويدات بسبب عقوبة مسلكية لإعادة فتح الملف مجدداً”.
كما أكدت “أن الراهبتين وأثناء توقيفهما تعرّضتا للإهانة الجسدية والمعنوية من قبل عناصر القوى الأمنية”.
تصفية حسابات سياسية!
إلى ذلك، لم تستبعد مصادر الجمعية وجود خلفيات سياسية وراء القضية وتصفية حسابات بين أعضاء الجسم القضائي”.
كما لفتت إلى أن “الجمعية تضمّ رهباناً وراهبات تركوا عائلاتهم ونذروا حياتهم للخدمة الإنسانية، والجمعية مشهود لها برسالتها السامية القائمة على الخدمة، والهدف من القضية المُثارة تشويه صورة وسمعة الجمعية”.
يُذكر أن جمعية رسالة حياة تأوي أطفالاً وكبارا في السنّ مشرّدين على الطرقات.
وكانت راهبة من الجمعية أوضحت “أنه سيكون هناك موقف كنسي رسمي”، مشيرةً إلى أن قوّة من الأمن الداخلي دخلت إلى مقرّ الجمعية في الدير بناءً على “فقرة حكمية” من ملف كبير جداً، وطلبنا الحصول على التفاصيل إلا أنهم رفضوا إعطاءنا إياها”، قائلةً “سلّمنا الأطفال الثلاثة وبقي الرضيعان، وهناك قرار قضائي كنسي ووصاية كنسية تفرض علينا عدم تسليمهما وطلبنا أن نذهب ونفاوض بالموضوع”.
اليونيسف على خط القضية
من جهتها، علّقت منظمة “اليونيسف” في لبنان على قضية التحرّش وإساءة معاملة الأطفال في جمعية “رسالة حياة”، وشددت في بيان السبت على أن الاتجار بالأطفال غير مقبول. كما أوضحت أنها “تتابع عن كثب وبقلق شديد الأنباء عن إساءة معاملة الأطفال والاتّجار بهم في لبنان، داعية جميع مؤسسات الرعاية والسلطات المعنية لحماية كل طفل في جميع الأوقات.