تشهد الأسواق في القارّة الأمريكية تنافسًا من نوع خاص بين كل من أمازون و”وول مارت” Walmart في مجال التجارة بشكل عام، والتجارة الإلكترونية بشكل خاص، وعلى الرغم من أقدميّة الأخيرة، إلا أن الواقع في 2018 يميل وبقوّة لصالح أمازون التي أعادت تعريف الكثير من المفاهيم في هذا المجال.
في عام 1998، أي قبل 20 عام تقريبًا، كانت أمازون تبلغ من العمر أربعة أعوام، في وقت كانت “وول مارت” تبلغ فيه 35 عام تقريبًا. في ذلك الوقت، كانت قيمة أمازون تساوي 2 مليار دولار أمريكي فقط، بينما كانت قيمة “وول مارت” تساوي 65 مليار دولار أمريكي، وهذا تفوّق واضح وكاسح للشركة أيضًا.
أمازون لم تبقى على حالها، وابتكرت في الكثير من المجالات، وتفوّقت على المُنافسين على اختلاف درجات خبراتهم، فهي تحوّلت من متجر لبيع الكتب الإلكترونية لمتجر يبيع كل شيء تقريبًا ويوفّر في بعض البلدان حول العالم توصيل في نفس اليوم للخضار والفواكه، على الرغم من عدم امتلاكها بالأساس لمتاجر حقيقية مثل تلك التي تمتلكها “وول مارت”. وبناءً على ما سبق، قفز سعر سهم الشركة من 1.5 دولار في 1997، إلى 1500 دولار أمريكي في 2018.
اليوم، وبعد انقضاء 20 عام على الأرقام السابقة، تبلغ قيمة أمازون 710 مليار دولار أمريكي تقريبًا، في وقت تبلغ فيه قيمة “وول مارت” 280 مليار دولار فقط، وهذا يعني أن قيمة أمازون تساوي 2.5 أضعاف من قيمة “وول مارت” التي كانت قيمتها في يوم من الأيام تساوي أكثر من 30 ضعف من قيمة أمازون.
وخلال السنوات العشر الأخيرة، أي منذ 2008 تقريبًا، حافظت “وول مارت” على نفس المستوى من ناحية سعر الأسهم، فهي ولغاية الربع الأخير من 2015 كانت متفوّقة على أمازون. لكن هذا الكلام من زاوية ثانية يعني أن أمازون كانت آخذة في النمو بقوّة للوصول إلى قيمتها الحالية. وهذا يُظهر أن الحفاظ على نفس المستوى لفترة طويلة دون نمو أمر خطير يجب أن تحذر منه أي شركة، حتى لو كانت “وول مارت” التي تمتلك أكثر من 4670 متجر في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها.