قال مسؤولون إن عشرات الآلاف من الإندونيسيين تكدسوا في ملاجئ طارئة يوم السبت، في انتظار انحسار مياه الفيضانات في العاصمة جاكرتا وما حولها، بينما بلغ عدد ضحايا فيضان العام الجديد الهائل 47 قتيلاً.
وغمرت مياه الأمطار الموسمية والأنهار المرتفعة عشرات المناطق في منطقة جاكرتا الكبرى، وتسببت في انهيارات أرضية في مقاطعتي بوجور وديبوك على أطراف المدينة، وكذلك في ليباك المجاورة طمرت عشرات الأشخاص.
موضوع يهمك ? قال السفير الإيراني في الأمم المتحدة، مساء الجمعة، إن قتل قاسم سليماني أبرز قائد عسكري إيراني في ضربة جوية أميركية أشبه…
وقال أغوس ويبوو، المتحدث باسم الوكالة الوطنية للتخفيف من الكوارث، إن الوفيات شملت أيضاً أولئك الذين غرقوا أو تعرضوا للصعق بالكهرباء منذ أن فاضت ضفاف الأنهار في وقت مبكر من يوم الأربعاء بعد هطول أمطار غزيرة طوال ليلة رأس السنة. وتوفي ثلاثة أشخاص من كبار السن جراء انخفاض حرارة الجسم.
وكان هذا أسوأ فيضان منذ عام 2007، عندما قتل 80 شخصاً على مدار 10 أيام.
وقالت ديان بوسبيتاساري وهي أم لطفلين لوكالة أسوشييتد برس “بدت المياه سريعة للغاية وفجأة تم جرف كل شيء في منزلي… تنظيف هذا الطين الكثيف كارثة أخرى بالنسبة لنا”.
وبعد أربعة أيام من تعرض المنطقة التي يبلغ تعداد سكانها 30 مليون نسمة للفيضانات، تراجعت المياه في العديد من أحياء الطبقة الوسطى، لكن الظروف ظلت قاتمة في الأزقة الضيقة الواقعة على ضفاف النهر حيث يعيش فقراء المدينة.
وفي ذروة الفيضان، لجأ حوالي 397 ألف شخص إلى ملاجئ في جميع أنحاء منطقة العاصمة الكبرى حيث وصلت مياه الفيضان إلى 6 أمتار (19 قدمًا) في بعض الأماكن، على حد قول ويبوو.
وأظهرت بيانات الصادرة عن وكالته أن حوالي 173 ألف شخص ما زالوا غير قادرين على العودة إلى ديارهم، معظمهم في منطقة بيكاسي الأكثر تضرراً. ولا يزال أكثر من 152 ألف شخص مكدسين في 98 مأوى للطوارئ مع إمدادات كافية في مدينة بيكاسي القريبة من جاكرتا، حيث فاضت الأنهار عن الضفاف. ولا يزال جزء كبير من المدينة مغمورًا بالمياه الموحلة التي يصل ارتفاعها إلى مترين، وفقًا للوكالة.
ووجد العائدون إلى ديارهم الشوارع مغطاة بالطين والحطام. وجرفت المياه سيارات كانت متوقفة في الممرات، لتظهر مقلوبة في متنزهات أو مكدسة في أزقة ضيقة. وتناثر على الأرصفة صنادل وأواني طهي وصور فوتوغرافية قديمة. واستغلت السلطات انحسار المياه لإزالة الطين وأكوام القمامة الرطبة من الشوارع.
تم استعادة الكهرباء لعشرات الآلاف من الوحدات السكنية والتجارية. وأعيد فتح مطار حليم برداناكوسوما المحلي بجاكرتا يوم الخميس بعد أن غمرت المياه المدرج.
وقال رئيس وكالة الأرصاد الجوية وعلم المناخ والجيوفيزياء دويكوريتا كارناواتي إنه من المتوقع هطول المزيد من الأمطار على العاصمة في الأيام المقبلة، وأشار إلى أن احتمال هطول أمطار غزيرة سيستمر حتى الشهر المقبل عبر إندونيسيا.
وبدأت الحكومة يوم الجمعة عمليات بذر السحب في محاولة لإبعاد غيوم الأمطار من الوصول إلى جاكرتا الكبرى. وحذرت السلطات من أن احتمال حدوث المزيد من الفيضانات حتى انتهاء موسم الأمطار في أبريل/ نيسان. وأبرزت الفيضانات مشاكل البنية التحتية في إندونيسيا.
جاكرتا موطن لنحو 10 ملايين نسمة، أو 30 مليوناً بما في ذلك الموجودين في منطقة العاصمة الكبرى. وتعد المنطقة عرضة للزلازل والفيضانات وتغرق بسرعة بسبب استخراج المياه الجوفية غير المنضبط، وتقدر كلفة الازدحام على الاقتصاد بنحو 6.5 مليار دولار سنوياً.
وكان الرئيس جوكو ويدودو أعلن في أغسطس/ آب أن العاصمة ستنتقل إلى موقع في مقاطعة كاليمانتان الشرقية ذات الكثافة السكانية المنخفضة في جزيرة بورنيو، والتي تشتهر بالغابات المطيرة وحيوانات الأورانغوتان.