كان هناك نوعًا من الحماسة بعدما أعلن آندي روبن، أحد العقول خلف نظام أندرويد، عن تركه لشركة قوقل وانتقاله لتأسيس شركته الجديدة -Essential- لإنتاج هواتف ذكية، فمساهمته في تُحفة مثل أندرويد فتحت بابًا من الأمل حول تحفة وطفرة في عالم الهواتف الذكية أيضًا.
وبعد سنتين من العمل تقريبًا نشر روبن أول صورة للهاتف الجديد تُظهر أنه بشاشة تمتد على كامل الوجه الأمامي، الأمر الذي رحّب به الكثيرون. ليكشف بعدها بشهر تقريبًا عن الجهاز الذي يحمل كاميرا أمامية في مُنتصف الشاشة، مع ناقل لاسلكي يسمح بتثبيت مُلحقات إضافية لاستخدام الجهاز في أمور أُخرى مثل التصوير بزاوية 360 درجة.
وبعد تلك الأحداث، اختلفت ردود الأفعال وانخفضت تلك الحماسة لأنه أولًا غير مُقاوم للماء، وثانيًا لم يُقدّم الشيء الجديد الذي يذكر. وعلاوة على ذلك، أطلقته الشركة بسعر 699 دولار أمريكي، وهذا يعني أنه ضمن شريحة الهواتف الرائدة.
في 2017، وفي ظل سيطرة سامسونج بنسبة كبيرة متبوعةً بشركة آبل في سوق الهواتف الرائدة، فإن دخول هذا السوق أمر صعب جدًا، خصوصًا أن سامسونج هذا العام تحديدًا لم تُقصّر وأطلقت هاتف وشاشات مُميّزة غيّرت صورة الهواتف الذكية النمطيّة بعد عقد من الزمن منذ إطلاقها.
وبالفعل، اصطدمت الشركة بحواجز كبيرة بعد وصولها للسوق، فبعد مشاكل في نظام التشغيل، وأُخرى في إطلاق الهاتف في موعده المُحدّد، وجدت نفسها خارج السباق بسبب ضعف الإقبال على الجهاز المتوفّر بالأساس في أمريكا وكندا فقط، دون وجود دلائل على الرغبة في توفيره في مناطق أُخرى حول العالم. وبناء على ذلك، أعلنت الشركة قبل أيام عن خفض سعر الجهاز من 699 إلى 499 دولار أمريكي، وهذا بعد أقل من شهرين منذ وصوله للأسواق!
وهنا تبدأ التساؤلات حول مصير الشركة الناشئة، هل ما تمر به هو بداية للفشل؟ وهل يصعب بالفعل دخول سوق الهواتف الذكية في ظل المنافسة العالية الموجودة من شركات مُختلفة؟
في حقيقة الأمر، ما تواجهه الشركة طبيعي جدًا وصحّي أيضًا، والجميل فيها أنها تقوم بردود أفعال سريعة، وهذا يؤكّد عملها بمفهوم الشركات الناشئة، فهي لم تُكابر وتُصر على بيع الجهاز بسعر مُرتفع، بل غيّرت الاستراتيجية وقرّرت تجربة أُخرى للوقوف على جدواها في الوقت الراهن.
دخول سوق الهواتف الرائدة في 2017 صعب جدًا، حتى قوقل لم تقوى في بيكسل على دخوله بقوّة على الرغم من تاريخها الكبير، فثقة المستخدم عامل مُهم وتجربة الاستخدام التي وفّرتها شركات أُخرى أسّست علاقة لا يُمكن تجاهلها بسهولة، وهو أمر يحتاج لمزيد من الوقت.
هناك نقطة تسويقية كان حرّي على الشركة القيام بها بعد تخفيض الأسعار، فهي عوّضت من قام بشراء الهاتف لقاء 699 دولار بإضافة 200 دولار أمريكي لرصيده لشراء مُلحقات أو لاستخدامها عند شراء جهاز آخر. لكنها لم تُقدّر عُملائها بالشكل الأمثل، فأولئك الأشخاص وضعوا ثقتهم بالشركة في جهازها الأول، كان من الضروري تقديم شيء لهم أكثر من فرق السعر فقط الذي كانت مُجبرة على تقديمه، لأن امتناعها دعايّة سيئة جدًا.
سامسونج وآبل تلعبان تسويقيًا بشكل جيّد جدًا، وهو أمر تحتاجه أي شركة راغبة في المنافسة ولنا في “ون بلس” OnePlus خير مثال على ذلك، فهي قدّمت نظام الدعوات الذي أغرى الجميع.
“إيسينشال”، وبما أنها في طور التأسيس تحتاج مزيدًا من الوقت، لكنها أدركت حجم المنافسة الذي ينتظرها، وقد تتحوّل مع مرور الوقت لشركة أُخرى إلى جانب “إل جي” أو سوني مثلًا، أو قد تتحوّل للاعب أساسي لو قدّمت جهاز بتجربة استخدام مُختلفة عن الموجود في الأسواق. لكن خروجها أو فشلها من الآن أمر خاطئ ولا يجب ذكره بالأساس، لأن ما تُظهره من خطوات يُثبّت أنها جاءت للمنافسة والتعلّم.