قُتل مهاجران إرتيريان بالرصاص في العاصمة الليبية طرابلس، بعد أيام من قيام وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بالضغط عليهما لمغادرة منشأتها بسبب الاكتظاظ.
أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مقتلهما في بيان الجمعة قائلة إنها تشعر “بحزن عميق” لموت الاثنين يوم الخميس في طرابلس.
إلى ذلك، قال ثلاثة لاجئين لوكالة أسوشيتد برس، بشرط عدم الكشف عن هويتهم خوفاً من العقاب، إن الرجلين كانا من بين العشرات الذين أُجبروا على الخروج من مرفق التجمع والمغادرة الذي تديره المفوضية قبل 10 أيام.
موضوع يهمك ? أشارت دراسة علمية إلى أن اتباع حمية البحر المتوسط يمكن أن يساعد في الحفاظ على وظائف الكلى لدى آلاف المرضى الذين خضعوا…
الأمم المتحدة تعرض المال
وتمت ترقية المرفق باعتبارها “بديلًا للاحتجاز”، لكن عندما زادت أعداد اللاجئين، عرضت الأمم المتحدة المال وضغطت على وافدين جدد للمغادرة.
وكان اللاجئان القتيلان من بين أولئك الذين قبلوا المال وغادروا.
يشار إلى أن القتيلين من بين الآلاف المحتجزين في مراكز احتجاز ليبية حيث تتفشى الانتهاكات.
يذكر أن العربية.نت كانت نشرت قبل أيام تقريراً يسلط الضوء على الانتهاكات الحاصلة في بعض مراكز احتجاز المهاجرين في طرابلس، تحت أعين مسؤولين مرتبطين بحكومة الوفاق الليبية.
وكشفت شهادة مهاجرة مغربية مقيمة في ليبيا، عن وجود تحالف قوي وتواطؤ بين مهربي البشر وأمراء الحرب وبين بعض المشرفين المعينين من حكومة طرابلس على مراكز احتجاز المهاجرين، فاضحة ما يتعرّض له المهاجرون هناك من استغلال ومتاجرة في كل مراحل رحلتهم وحتّى بعد إعادتهم من وسط البحر المتوسط وإيوائهم داخل مراكز الاحتجاز المخصصة للغرض، فضلاً عن الابتزاز وسوء المعاملة.
ابتزاز المهاجرين.. وتربح الميليشيات
كما كشفت عن تعرّضها وبقية المهاجرين لأبشع أنواع الإساءة، وحتى التجويع، حيث لم تكن تتلقى إلا وجبة واحدة في النهار.
كما أكدت أن عائلتها تعرضت للابتزاز مقابل الإفراج عنها، مضيفة أنه لم يطلق سراحها إلا بعد تدخل زوجها ودفعه مبلغ يقارب 2000 دولار إلى المشرفين “الرسميين”.
إلى ذلك، كشف تحقيق أجرته وكالة “أسوشييتد برس” أن الأموال الأوروبية الموجهة إلى ليبيا، فاقمت من بؤس المهاجرين، بعدما تم تحويل مبالغ ضخمة من هذه المساعدات المالية إلى شبكات متشابكة من رجال الميليشيات والمتاجرين وخفر السواحل الذين يستغلون المهاجرين.
محمد الخوجة.. وفضيحة غذاء الأمم المتحدة
وعلى رأس هؤلاء المستفيدين من هذه الأموال، ورد اسم نائب رئيس جهاز الهجرة غير الشرعية، محمد الخوجة، حيث كشف التحقيق أن هذا الرجل استولى على عقود الغذاء التابعة للأمم المتحدة التي تبلغ الملايين من اليورو وكانت موجهة لإطعام المهاجرين، عبر شركة يسيطر عليها وتدعى “أرض الوطن”.
وأفاد نقلاً عن مسؤولين ليبيين، أنّ 3 مؤسسات حكومية ليبية، بما في ذلك مكتب المدعي العام، كانت تحقق في علاقة الخوجة باختفاء مبلغ 570 مليون دولار من الإنفاق الحكومي المخصص لإطعام المهاجرين في مراكز الاحتجاز في غرب ليبيا.