يستمر التصعيد العسكري لقوات النظام السوري بدعمٍ روسي في ريفي حلب وإدلب وسط نزوح عشرات الآلاف من سكان تلك المناطق والتي تحاول قوات الأسد السيطرة عليها منذ منتصف الشهر الجاري لوقوعها قرب الطريق الدولي الّذي يربط بين حلب شمالاً والعاصمة دمشق جنوباً.
ويساند قوات النظام في هذا الهجوم، ميليشياتٍ مدعومة من إيران، تمكنت من الوصول إلى جبهات حلب بعد سيطرتها مع النظام على أجزاءٍ كبيرة من الطريق الدولي في ريف إدلب الجنوبي، الأمر الّذي سهّل من وصول أرتالٍ عسكرية ضخمة من الفرقة الرابعة تتضمن آلياتٍ ثقيلة مع آلاف الجنود إلى جبهات القتال.
موضوع يهمك ? يبدو أن الإحراج الذي طال وزير الخارجية اللبناني السابق، جبران باسيل، في دافوس، يلاحقه، لكن هذه المرة من صورة…
“مذيعة دافوس” تناكف جبران باسيل.. هذه المرة بالموناليزا
سوشيال ميديا
اغتيال سليماني أخّر المعركة
كذلك استقدمت قوات النظام مئات المقاتلين من ميليشيات محلية يقودها حسام قاطرجي، رجل الأعمال المقرّب من رئيس النظام السوري بشار الأسد، في الهجوم الحالي على جبهات ريفي حلب وإدلب.
وكشفت مصادر عسكرية مطّلعة لـ “العربية.نت” عن أن “توقيت هذا الهجوم كان من المفترض أن يبدأ مع بداية العام الجديد، لكن اغتيال قاسم سليماني أثّر سلبّاً على سير المعركة وأجّلها لأسابيع”.
تعليقاً على تلك التطورات، قال المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف إنه “من الصعب تحديد موعد زمني لإعادة إدلب لقوات النظام، لكن من الواضح تماماً أن لا خيار آخر أمام موسكو سوى أن تعود إدلب لسيطرة الأسد من أجل المحافظة على وحدة أراضي البلاد”.
وأضاف في مقابلة مع “العربية.نت” أن “السؤال حول توقيت سيطرة قوات النظام على إدلب مرتبط بالتنسيق الروسي مع الجانب التركي، فالكل يدرك أن أي خطواتٍ أحادية من قبل موسكو أو أنقرة ستؤدي لتداعيات خطيرة وسلبية وستنعكس ليس على إدلب فقط، بل على تطورات الأحداث في سوريا بشكلٍ عام ومنها بالطبع شرق الفرات، لذلك كلّ الخطوات المقبلة ستكون مبنية على التنسيق الروسي ـ التركي”.
موافقة تركية ضمنية!
كما اعتبر أن “التنسيق الروسي ـ التركي مستمر، والأمور في إدلب ليست في مأزق، ومؤخراً شهدنا عملية بلدة خان شيخون مع تقدّم قوات الأسد باتجاه معرة النعمان بعد ذلك”، مؤكداً أن “هذه العملية جرت بالتنسيق مع تركيا أو بعد الحصول على موافقة ضمنية منها، وبالتالي العمليات العسكرية المقبلة ستأتي حتماً بعد التنسيق الروسي مع الجانب التركي، وفق مبدأ موسكو الرئيسي وهو تحرير إدلب بشكلٍ كامل”.
إلى ذلك، شدد المحلل السياسي الروسي على أن الطريق الدولي والمعروف بـ M5 بين حلب ودمشق، كان مقرراً أن تسيطر عليه قوات النظام قبل نهاية العام 2018 وفقاً لبنود اتفاق سوتشي بين موسكو وأنقرة.
وقال في هذا الصدد إن “أنقرة لم تستطع تنفيذ تلك البنود، لكن موسكو تصرّ على تنفيذ هذا الجزء من اتفاق سوتشي، وقد شاهدنا تقدّم قوات الأسد باتجاه مدينة معرة النعمان التي تقع على أوتوستراد M5، ولكن توقف هذا التقدم ربما نتيجة عدم وجود موافقة من أنقرة على ذلك”.
زيارة تركية لموسكو حول إدلب
كما كشف عن زيارة وفدٍ تركي رفيع المستوى لموسكو في ديسمبر الماضي، لمناقشة ما سيحصل في إدلب مع الجانب الروسي.
وأضاف: “باعتقادي لم يكن هناك أي توافق حول الخطوات المقبلة، لذلك جاءت الهدنة في إدلب بعد تلك الزيارة”.