كشفت شركة غوغل خلال مؤتمر المُطوّرين I/O 2017 عن سيل من المنتجات والأدوات الجديدة، فالشركة استغلّت مؤتمرها الافتتاحي الذي امتد على مدار 120 دقيقة ولم تترك دقيقة واحدة دون أن تكشف عن تحديثات أو منتجات جديدة.
وخلال ذلك المؤتمر، احتاجت الشركة إلى عشر دقائق فقط لإرسال شركة أمازون إلى المجهول، وهي الشركة التي كشفت قبل أيام قليلة عن مساعدها الرقمي الجديد إيكو شو، وهو مساعد منزلي مُزوّد بشاشة تعمل باللمس لعرض الإجابات للمستخدم.
لم تأخذ أمازون بعين الاعتبار أبدًا قدرة بقية الشركات على منافستها بسهولة تامّة وبطرق منطقية أكثر، فهي احتاجت لإطلاق جهاز جديد لعرض الإجابات. بينما كانت غوغل أكثر حنكة مُعلنةً عن تحديثات بسيطة للجيل الحالي المتوفر بالأسواق، أي أن المستخدم ليس بحاجة لشراء مساعد جديد كُليًّا.
مُساعد غوغل الرقمي، غوغل هوم، حصل على مجموعة من الميّزات الجديدة أهمّها المكالمات المجانية، وبث الإجابات، وهي الميّزات التي استعرضتها الشركة خلال عشر دقائق تقريبًا.
بدت أمازون فرحة بعدما أعلنت عن خاصيّة المكالمات المجّانية عبر مساعدها الرقمي إيكو بأحجامه المُختلفة. لكن غوغل أعلنت أيضًا عن إمكانية إجراء المكالمات داخل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا بشكل مجاني، مع إمكانية إخفاء هوية المستخدم أو استخدام رقم هاتفه أيضًا.
أما جهاز إيكو شو، فسبق أن تناولنا ضبابية الخطوة في مقالة مُفصّلة، خصوصًا أن مساعد غوغل الرقمي Google Assistant هو المسؤول عن تشغيل غوغل هوم، وهو مساعد يُثبت مع مرور الوقت أفضليّته، وقدرته على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التعلّم الذاتي للآلة بأفضل شكل ممكن. كما أن وجوده على هاتف المستخدم وحاسبه اللوحي قد يكون سببًا كافيًا لاختيار أي جهاز يعمل به على حساب مُساعدات أمازون الرقمية، أو أية مساعدات أُخرى.
بنظرة عامّة على ما قدّمته غوغل، وعلى ما يُمكن أن تُقدّمه في المستقبل في مجال الذكاء الاصطناعي والمساعدات المنزلية، يُمكن توقّع انحسار دور مساعدات أمازون الرقمية شيئًا فشيئًا مع مرور الوقت. صحيح أنها جاءت قبل الجميع؛ فهي قدّمت مساعدها الرقمي للمرّة الأولى مع نهاية 2014، لكنها لعبت بحذر وبطئ شديد في ظل تقدّم غوغل التي نجحت في أقل من عام في قلب الموازين لصالحها تقريبًا.
المنافسة ستشتد مع دخول آبل المُحتمل في هذا المجال، فهي، حتى وإن لم تُطلق مساعد رقمي منزلي، تمتلك مُسبقًا سيري في أجهزة Apple TV التي يُمكن أن تعمل كمساعد منزلي، لكن سيري بحاجة لدفعة قوية جدًا لإثبات ذاتها، وإلا ستلحق هي الأُخرى بأمازون تاركة زمام الأمور لغوغل من جهة، ولفيسبوك ومُساعدها الرقمي الجديد “إم” من جهة أُخرى.