تستمر حملة المتشددين في إيران ضد المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، كيانوش جهانبور، لوصفه إحصائيات الصين عن الإصابات والوفيات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا بأنها “مزحة مريرة” و”مضللة”، حيث هاجمته صحيفة “كيهان” المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، هذه المرة واصفة تصريحاته بـ “غير المحسوبة”.
وقالت الصحيفة في مقال السبت، “هناك من اشتغل على هذه التصريحات واعتبروا ردة الفعل المحترمة للسفير الصيني على أن الصين تستعمر إيران”.
واتهمت المدافعين عن تصريحات جهانبور بأنهم “عملاء أميركا الذين يهاجمون الصين ويذرفون دموع التماسيح على استقلال البلد”.
ويأتي هذا الهجوم عقب الانتقاد الحاد الذي وجهه الحرس الثوري الإيراني، للمتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، معتبرا أنها “غير دقيقة وغير مسؤولة ومضرة بالمصالح القومية، وأدت إلى استياء السفير الصيني وحكومة بلاده”.
موضوع يهمك
? خلال العام 1901، نال الطبيب والعالم الألماني إميل فون بهرنغ (Emil von Behring) أول جائزة نوبل في مجال الطب بفضل نجاحه في…
هكذا أنقذت دماء المتعافين البشر من أمراض قاتلة سابقاً
الأخيرة
وكان جهانبور قال في مؤتمر صحافي عبر الفيديو الأحد الماضي، إن “الإحصائيات الصادرة عن الصين كانت مزحة مريرة، لأن الكثيرين في العالم خدعوا بها وكانوا يعتقدون أن هذا المرض يشبه الإنفلونزا مع عدد أقل من الوفيات”.
لكن تصريحاته أغضبت السفير الصيني في طهران، تشانج هووا، الذي رد على جهانبور عبر “تويتر” قائلا: “وزارة الصحة الصينية تقيم يومياً مؤتمراً صحافياً، لكي تستخلص الاستنتاجات، أقترح عليك أن تقرأ أخبارها بدقة”.
وحاولت وزارة الخارجية الإيرانية لملمة الأمر قبل أن يتحول إلى أزمة سياسية بين طهران وأهم شريك تجاري لها في ظل العقوبات وانتشار كورونا، حيث أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، على “ضرورة تقدير جهود الصين لمكافحة تفشي فيروس كورونا”.
بعد ذلك صرح النائب في البرلمان الإيراني، شهروز برزجر كلشاني، وهو عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية للبرلمان الإيراني أن “الحكومة تضحي بأرواح الناس من أجل العلاقات بالصين”.
كما أن الدكتور حامد سوري، عضو “المركز الوطني لمكافحة فيروس كورونا” في إيران، دافع عن تصريحات وزير الصحة وكشف، الثلاثاء، في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “ارنا” عن وجود ما يقارب النصف مليون إصابة في البلاد، واصفا التقديرات الحكومية الحالية حول عدد الإصابات بأنها “غير دقيقة”، على حد قوله.
هذا بينما تشكك العديد من الدول، من بينها الولايات المتحدة، بالأرقام والإحصائيات التي تقدمها كل من إيران والصين حول حقيقة انتشار فيروس كورونا في هذين البلدين اللذين كانا أولى بؤر تفشي الجائحة.
كما كشفت وثائق حكومية أن السلطات الصحية الإيرانية تطلب من العائلات التي تريد دفن ضحاياها بسبب مرض “كوفيد 19” الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا، التنسيق مع الحرس الثوري لإصدار شهادة الوفاة، الأمر الذي أثار تساؤلات وخلافات، خاصة أن العديد من شهادات الوفاة كتب عليها “مضاعفات تنفسية” بدلاً من “كوفيد-19”.
وقد أعلنت إيران حتى الآن عن أكثر من 4000 حالة وفاة و66000 حالة إصابة، لكن تقديرات الصحافة المستقلة التي ترصد تفشي الوباء في كل المحافظات الإيرانية تشير إلى أكثر من 8 آلاف حالة وفاة، وأكثر من 140 ألف إصابة.