رداً على المطالبات الأميركية الأخيرة بضرورة سماح السلطات الصينية للمجتمع الدولي بالتحقيق حول مصدر فيروس كورونا، الذي اجتاح العالم، أكدت الصين، الأربعاء، أن الأمر مرفوض جملة وتفصيلاً.
وأعلن سفير الصين لدى الأمم المتحدة في جنيف، أن بلاده ترفض فتح تحقيق دولي بشأن مصدر كوفيد-19، في وقت يواصل فيه الوباء التفشي ومعه الاتهامات الأميركية بحق بكين.
موضوع يهمك
? كشفت زوجة جاستن ترودو، التي أصيبت بفيروس كورونا في آذار/مارس، أن الإصابة بكوفيد-19 والعيش تحت سقف واحد مع رئيس وزراء…
زوجة ترودو: ليس سهلاً العيش مع رئيس وزراء كندا وكورونا
الأخيرة
كما أضاف شن جو خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو “الأولوية هي التركيز على مكافحة الوباء حتى الانتصار النهائي لا وقت أمامنا لنضيعه فيما ننقذ الأرواح”.
وعند سؤاله عن إمكانية توجيه دعوى لمنظمة الصحة العالمية لإرسال خبراء إلى ووهان، بؤرة الوباء الأولى، اعتبر شن أن السياق الدبلوماسي لا يسمح بذلك، مندداً بتصريحات المسؤولين الأميركيين التي يقولون فيها إن الفيروس تسرب من مختبر أبحاث فيروسية في ووهان.
تفشي الفيروس السياسي
كما قال “لا يمكننا أن نسمح بتفشي هذا الفيروس السياسي بحرية في وقت يجب أن تتركز فيه كل الجهود على مكافحة الفيروس الحقيقي”.
كما أضاف “ليس لدينا في المبدأ حساسية تجاه أي شكل من التحقيقات أو التقييمات” لأنها تسمح “بالاستعداد لحالات الطوارئ الصحية المستقبلية”.
هذا واتهم شن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ووزير خارجيته مايك بومبيو، اللذين يؤكدان امتلاكهما أدلة تثبت تسرب الفيروس من مختبر في ووهان، “بأنهما يصعبان مكافحة الجائحة” عبر “محاولتهما تحويل الأنظار عن مسؤوليتهما في تفشي الفيروس في الولايات المتحدة”.
وعندما طلب منه نفي المزاعم الأميركية، رد شن بأنه ليس بموقع يسمح له القيام بذلك. لكنه أكد “إذا كان الرئيس ترمب أو بومبيو يملكان الأدلة، فليقوما بتقديمها للعالم أجمع بدل توجيه التهم. العلماء هم من يستطيعون الرد على هذه الأسئلة”.
إسبر ومصدر الوباء والمحققون
يأتي هذا بعد أن أثار وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر مجدداً، الثلاثاء، خلال مؤتمر في البنتاغون، مسألة “مصدر الوباء” الذي حصد أكثر من ربع مليون إنسان حول العالم وشل كبرى الاقتصادات.
وشدد إسبر على ضرورة أن تسمح الصين للمجتمع الدولي وللعلماء بالتحقيق على أراضيها في مصدر فيروس كورونا، قائلاً: على الصين السماح لنا بالدخول إلى أراضيها ولقاء المرضى الأوائل بالفيروس المستجد، بالإضافة إلى الفرق الطبية التي تعاملت معهم في البداية”.
كما رأى أنه على بكين التخلي عن محاولات تحسين صورتها بتقديم أقنعة وكمامات لا تعمل توزع بشروط على مختلف دول العالم.
من الأفضل للصين الانفتاح
إلى ذلك، كرر موقف بلاده، قائلاً: “لم يكن الصينيون شفافين منذ البداية. فلو كانوا أكثر شفافية وانفتاحًا وصراحة لسمحوا لنا بالوصول، ليس فقط إلى المصابين الموجودين على الأرض ولكن إلى الفيروس الذي لديهم، لكي نتمكن من فهمه، لكننا اليوم في وضع مختلف تماماً”.
بدوره، دعا رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الصين إلى الانفتاح قائلاً: “من الأفضل للصين الانفتاح على المحققين والسماح للمفتشين الدوليين للقيام بواجباتهم، حتى يعرف العالم يقيناً من أين بدأ الفيروس”.
وأضاف متسائلاً “هل خرج كورونا من معمل الفيروسات في ووهان، هل ظهر لأول مرة في السوق الرطب هناك في ووهان؟.. الجواب “لا نعرف”، لكن وكالات عدة في البلاد مدنية وحكومية، تنظر في ذلك”.
مفاجأة من الصحة العالمية
يذكر أنه في حين أوضحت الخارجية الصينية أكثر من مرة أن التحقيقات والأبحاث الجارية لمعرفة مصدر الفيروس تتطلب وقتا، وخبرات عالية الدقة، فجر ممثل منظمة الصحة العالمية في الصين غودين غاليا، مفاجأة الخميس الماضي.
إذ أعلن أن السلطات الصينية رفضت طلبات متكررة تقدمت بها المنظمة من أجل المشاركة في التحقيقات بشأن ظهور الفيروس التاجي المستجد.
وقال”نعلم أن الصين فتحت تحقيقا بالفعل، لكن لم تتم دعوتنا للمشاركة، على الرغم من مواصلتنا تقديم الطلبات للمشاركة إلى السلطات الصينية الطبية”.
كما أوضح أن السلطات الصينية لم تسمح للمنظمة العالمية بالوصول إلى وثائق مختبرين للفيروسات في مدينة ووهان، بؤرة انطلاق الوباء في ديسمبر الماضي.
إلى ذلك، شدد على أن المنظمة مهتمة جدًا بمعرفة كيفية ظهور الفيروس من أجل تفادي حصول وباء آخر.