أعلنت القوات الأميركية في أفغانستان، الجمعة، أنها نفذت غارتين جويتين لإحباط هجمات مقاتلي طالبان.
وكتب المتحدث باسم القوات الأميركية، ساني ليغيت على حسابه على “تويتر” اليوم أن غارة جوية نفذت الليلة الماضية واستهدفت 25 من طالبان في ولاية فراه وهجوم آخر في نفذ في قندهار بعد ظهر اليوم الجمعة، ولم يعلق المتحدث على الخسائر المحتملة لحركة طالبان في الهجومين.
ووفقا لغيت، فإن طالبان كانت تنوي مهاجمة قوات الأمن والدفاع الأفغانية، مضيفا “إنهم يحثون جميع الأطراف على الحد من العنف حتى تمضي عملية السلام قدما”.
وأضاف أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها شن غارات جوية ضد مقاتلي طالبان منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار بمناسبة عيد الفطر في أفغانستان.
ومنذ التوقيع على اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان في 29 فبراير حتى قبيل عيد الفطر، كثفت حركة طالبان هجماتها على القوات الأفغانية إلا أنها توقفت عن مهاجمة القوات الدولية في أفغانستان والتي تقودها الولايات المتحدة الأميركية.
وفي 3 يونيو، أعلنت قيادة طالبان بشكل غير متوقع وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في عيد الفطر، وأمر الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني القوات الأفغانية بمراعاة وقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من انتهاء وقف إطلاق النار المؤقت، لم تتحدث حركة طالبان رسميًا عن بدء هجماتها على القوات الأفغانية، ولكن في الأيام الأخيرة هاجم مقاتلو الجماعة القوات الأفغانية في عدة ولايات أفغانية.
وذكرت صحيفة “8 صبح” الأفغانية الناطقة بالفارسية الدارية، تؤكد القوات الدولية دائما على أنها ملتزمة بالدفاع عن قوات الأمن الأفغانية، وأنها ستدافع عنها إذا هاجمت طالبان مواقعها.
وقد شدد المسؤولون الأميركيون مراراً على أن الحد من العنف هو جزء من شروط اتفاق السلام، ويجب على طالبان الالتزام به.
وعقب التوقيع على الاتفاق، نفذت القوات الأميركية الضربة الجوية الأولى في الرابع من مارس الماضي ضد طالبان في ولاية هلمند.
على الرغم من إعلان وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام بين الحكومة وطالبان في عيد الفطر، فقد استأنفت الاشتباكات الدامية بين الجانبين.
وبالرغم من ذلك تقول الحكومة الأفغانية إن وقف إطلاق النار لا يزال ساريًا.
خلال هذه الفترة، نفذت حركة طالبان بعض الهجمات وأعلنت مسؤوليتها رسمياً عنها وزعمت بأنها أوقعت خسائر فادحة في صفوف قوات الأمن في بعض الولايات، بما في ذلك بروان وبكتيا.
ويرى المراقبون أن الهجمات الأخيرة تؤكد هشاشة الاتفاق الموقع بين أميركا وطالبان في الدوحة، ما دامت حركة طالبان تستمر بالهجمات ضد القوات الحكومية.
ولاية فراه التي تعرضت للضربات الأميركية تقع على الحدود الغربية الأفغانية مع وهي معقل مجموعات من طالبان لها علاقات جيدة مع طهران والدوحة.
أما بخصوص الدعم الإيراني التسليحي واللوجستي لحركة طالبان فقد اتهم عدد من المسؤولين الأفغان طهران مرارا بدعم طالبان لكن المسؤولين الإيرانيين نفوا هذه الاتهامات دائمًا.
موضوع يهمك
? على الرغم من الاتفاق الذي جرى برعاية الدوحة التي تربطها علاقات جيدة بالحركة، لا تزال حركة طالبان تتمسك بروابط صلة متينة…
طالبان والقاعدة.. صلات وثيقة رغم اتفاق الدوحة
العرب و العالم
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أكدت في تقرير حديث أن طهران تقدم الدعم المالي والعسكري والتدريبي لحركة طالبان في أفغانستان.
وفي مايو/أيار 2018، شنت طالبان هجوما في إقليم فراه ضد قوات الأمن والدفاع الأفغانية التي تصدت للهجوم لعدة ساعات ما أسفر عن مقتل 300 شخص من طالبان واعتقال عشرات آخرين، وفق ما أعلنه قائد شرطة فراه، فضل أحمد شيرزاد، الذي أكد أن الأسلحة التي صودرت من مقاتلي طالبان كانت إيرانية الصنع.
وفي وقت سابق من عام 2020، وصف المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية، صديق صديقي، استضافة إيران لحركة طالبان بأنها “تتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية”.
وكتب صديقي على صفحته على فيسبوك: “تتطلب مبادئ حسن الجوار أن تدعم الدول المجاورة جهود الحكومة الأفغانية الشرعية من أجل السلام حصرا لا أن تستضيف مجموعة إرهابية لا تزال أياديها ملطخة بدماء الأفغان الأحرار الأبرياء وتفكر في تدمير أفغانستان”.