مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة

“كان الطريق جيدًا حتى الآن وأوصلني إلى ما أنا عليه اليوم، كل شيء حدث بسبب، وأتيت بعد الكثير من العمل الجاد، وهذا ما أفتخر به، وهذا شيء يجب أن يلهم اللاعبين الصغار، أنا فخور برحلتي، والرحلة لم تنته بعد”.. بتلك الكلمات تحدث فيرجيل فان دايك مدافع فريق ليفربول عن رحلته المثمرة مع الريدز.

وُلد فيرجل فان دايك بمدينة بريدا في هولندا، في صيف 1991، لأب هولندي وأم من أصول سورينامية، وبدأ مشواره الاحترافي مع فريق جرونينجن وهو النادي الذي أخرج عددا من أساطير الكرة الهولندية مثل رونالد كومان وآريين روبن.

انتقل لسيلتك الاسكتلندي مطلع موسم 2013 وظل حتى نهاية موسم 2014/2015.. يقول نيل مكجينيس، أحد كشافي سيلتك الاسكلتندي في وصفه لفان دايك: “إذا أردت أن تصف مدافعًا بالمواصفات المثالية، هذا اللاعب لديه كل ما تحتاجه”.

قال فان دايك عن تجربته في سيلتك: “سيلتك ناد هائل، يقلل البعض من حجمه، قضيت فيه موسمين رائعين وتعلمت الكثير عن كرة القدم والحياة، وتجربة الليالي الأوروبية كانت رائعة، وتعلمت كيفية التعامل مع بعض المهاجمين، وهناك الدوري الأسكتلندي، وهو ليس الأصعب في العالم، ولكن الكل ينتظر منك الانتصار، وهذا أمر جديد بالنسبة لي”.

انتقل المدافع الهولندي إلى ساوثهامبتون الإنجليزي الذي نجح في خطفه في اليوم الأخير من سوق الانتقالات الصيفية لموسم 15/16، مقابل 15 مليون جنيه إسترليني فقط.

قال المدافع الهولندي عن تجربته في ساوثهامبتون: “كان رونالد كومان السبب الرئيسي في انتقالي، وكنت أعرف بعض اللاعبين هناك من دوسان تاديتش وجوردي كلاسي وجرازيانو بيلي”.

وأضاف: “كان لدينا فريقًا رائعًا، وحققنا رقما قياسيا في عامي الأول هناك، ساوثهامبتون كان مرحلة جيدة للغاية بالنسبة لي”.

لعب فان دايك موسمين ونصف مع ساوثهامبتون، شارك خلالهم في 80 مباراة في مختلف البطولات وسجل 7 أهداف، قبل أن يتم انتقاله إلى ملعب آنفيلد.

في الأول من يناير عام 2018، أعلن ليفربول التعاقد مع فان دايك بعد مفاوضات طويلة بين ليفربول وساوثهامبتون، ليصبح أغلى مدافع في تاريخ كرة القدم، حيث بلغت قيمة الصفقة 75 مليون جنيه إسترليني (84 مليون يورو).

صفقة فان دايك كانت بمثابة طوق النجاة للمدرب الألماني الذي عانى من تدني الناحية الدفاعية للفريق، لكنه أدرك سريعًا حاجته لتدعيم صفوفه بلاعبين يتأقلمون سريعًا مع منظومته التكتيكية، ولحسن حظه كان فان دايك أحد تلك الصفقات.

تأقلم فان دايك سريعًا مع ليفربول، ولم يعاني في حجز مكانه بالتشكيل الأساسي للفريق فهو لم يات ليجلس على مقاعد البدلاء، ومباراة تلو الأخرى ظهرت بصمة الهولندي جلية في الخط الخلفي للفريق ليس على المستوى الفني فقط بل على المستوى الشخصي أيضًا الذي جعله بمثابة قائد في الملعب دون شارة قيادة.

أظهر فان دايك للجميع لماذا أصر الألماني يورجن كلوب المدير الفني لليفربول على التعاقد معه، فبعد وصوله لمباراته الـ50 مع الريدز، حقق الهولندي عدة أرقام مذهلة لم يعتد عليها ليفربول قبل قدومه، فالفريق الإنجليزي حافظ على نظافة شباكه في 24 مباراة، كما نجح في تحقيق الفوز خلال 33 مباراة وتعادل في سبعة وخسر في 10.

وبخلاف القدرات الدفاعية التي تميز بها فان دايك، فالبالغ من العمر 28 عامًا يمتلك أيضًا قدرات هجومية مميزة، مثل ضربات الرأس ودقة التمريرات الطولية التي استغلها الخط الهجومي المتمثل في الثلاثي الناري محمد صلاح، ساديو ماني وروبيرتو فيرمينو في أكثر من مناسبة وسجلوا منها العديد من الأهداف الهامة.

كما كان لفان دايك دور هام وفعال في بطولة دوري أبطال أوروبا النسخة الماضية وساهم في تتويج الريدز بلقب البطولة الأغلى والأهم على صعيد الأندية، بعد الفوز على توتنهام الإنجليزي (2-0) في نهائي مدريد.

تأثير الهولندي مع ليفربول جعله بمثابة السد المنيع ضد هجمات المنافسين، لينال إشادة الجميع بعد المستويات المميزة التي ظهر عليها محليا وقاريا انتهت بتتويجه بلقب أفضل لاعب في أوروبا متفوقًا على الثنائي الأفضل في العالم، الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني والبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الإيطالي، كما أصبح أول مدافع يتوج بالجائزة منذ تأسيسها عام 2011.

وعلى الصعيد المحلي، شارك الهولندي في جميع مباريات ليفربول ببطولة الدوري حتى الآن (32 مباراة)، وساهم بخمسة أهداف بتسجيله أربعة وصناعة تمريرة واحدة ناجحة.

قال فان دايك عن تطوره في ليفربول ودور كلوب معه: “في الأشهر الأولى لي مع ليفربول كان هناك الكثير من التدريبات والعمل الإضافي، والعديد من الأمور المختلفة لكنني استمتعت بها.. المدير الفني (كلوب) طلب مني الكثير، كل ذلك ساعدني أن أكون اللاعب الذي أنا عليه اليوم، هناك الكثير من العمل التكتيكي الذي نقوم به عندما نضغط بشكل عالي على المنافس، فيكون علينا التعامل مع الكثير من المساحات”.

أما عن طموحه فقال: “أتمنى أن يتذكرني الناس كأسطورة ليفربول، أريد تحقيق أشياء عظيمة هنا، أريد أن أكون واحدا من اللاعبين الذين يعودون مجددا لملعب آنفيلد بعد الاعتزال، أنا أرى العديد من أساطير الفريق حينما يأتون إلى الملعب لمشاهدة المباريات، أشعر وأن النادي عائلة كبيرة”.

إجمالًا شارك فان دايك في 116 مباراة (حتى الآن) بقميص ليفربول في مختلف البطولات (سجل 11 هدفًا وصنع 6 تمريرات حاسمة) وحقق أربع بطولات هم، دوري أبطال أوروبا، السوبر الأوروبي، كأس العالم للأندية والدوري الإنجليزي الممتاز بعد غيابه عن خزائن الفريق منذ 30 عاما.