أفادت تقارير من داخل إيران بانتشار أمني مكثف لقوات الأمن ووحدات مكافحة الشغب، في عدة مدن رئيسية وخفض سرعة الإنترنت في عدد من المحافظات، تحسباً لتجدد الاحتجاجات، فيما أفادت منظمات حقوقية باعتقال 30 شخصاً، بتهمة المشاركة في مظاهرات مدينة بهبهان، مساء الخميس.
وتداول ناشطون أخبارا حول انتشار أمني في العاصمة طهران، حيث جاب عناصر الأمن المدججون بالسلاح شوارع منطقة سعادت آباد، وهم على الدراجات النارية وتسبقهم سيارات الشرطة.
كما انتشرت مقاطع عن انتشار أمني واسع في شوارع بهبهان، جنوب غربي ايران، والتي شهدت مظاهرات حاشدة مساء الخميس، فرقتها السلطات بالقوة واعتقلت عدداً من المتظاهرين.
كما وردت تقارير عن انتشار أمني في مدن أرومية ومشهد وشيراز، خوفاً من تلبية دعوات التظاهر عبر مواقع التواصل.
هذا وأفادت تقارير أخرى عن خفض سرعة الإنترنت في طهران، ورشت، وزنجان، وأبهر، وشیراز، وکرج، وشهریار والأهواز وغيرها.
وتقوم السلطات الإيرانية بقطع الإنترنت أثناء الاحتجاجات لعدم السماح للناس بتنسيق التجمعات ومنع تبادل المعلومات.
وكانت استخبارات الحرس الثوري أعلنت عن اعتقال مجموعات من الشبان كانوا يعدون للتظاهر في محافظتي خراسان وفارس.
اعتقال 30 متظاهراً
من جهتها أفادت وكالة “هرانا” الحقوقية أن حوالي 30 شخصاً اعتقلوا في بهبهان مساء الخميس وصباح الجمعة، لمشاركتهم في الاحتجاجات، ومن بين المعتقلين فرزانه أنصاري فر، شقيقة فرزاد أنصاري فر، وهو من قتلى احتجاجات نوفمير الماضي، بالإضافة إلى ابن عمه علي رضا أنصاري فر.
كما تم اعتقال ميثم أكبري ومحمد شريعتي وأحمد أكش وبيمان رسولي ومجيد زمان بيشة من منازلهم بتهمة المشاركة في المظاهرات.
وخرجت مظاهرات بهبهان عقب دعوة أطلقها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجاً على أحكام الإعدام الصادرة ضد ثلاثة شبان تم اعتقالهم خلال احتجاجات نوفمبر 2019.
ونقلت “رويترز” عن شهود عيان أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على الحشود في بهبهان لطرد المتظاهرين المناهضين للمؤسسة.
وهتف المتظاهرون في بهبهان بشعارات “لا غزة، لا لبنان، روحي فداء إيران”، ونددوا بتدخل النظام الإيراني في الدول العربية وإنفاق موارد البلاد على الميليشيات التابعة له في المنطقة.
كما هتفوا: “لو هاجمتمونا بالمدفع والدبابات .. الملالي يجب أن يرحلوا”، و”لا نريد حكم الملالي”، و”الإيراني يموت ولا يقبل المذلة”، مطالبين برحيل النظام ورموزه.
من جهته، هدد قائد الأمن الداخلي في بهبهان في بيان، المواطنين من المشاركة في أي تجمع قائلا إن قوات الأمن ستتعامل بحزم مع هذه الاحتجاجات، التي ذكر أنها “يمكن أن تصبح أداة بيد الحركة المناهضة للثورة”.
هذا وانتشرت صور ومقاطع تظهر انتشارا أمنيا مكثفا في عدة مدن كبرى، من بينها العاصمة طهران وشيراز وأصفهان، وسط دعوات واسعة للاحتجاجات.
فيما أعلنت استخبارات الحرس الثوري عن اعتقال عدد من الأشخاص كانوا يدعون لمظاهرات في مشهد وشيراز.
تعليق الخارجية الأميركية
من جهتها، علقت الخارجية الأميركية عبر حسابها الفارسي على تويتر بشأن مظاهرات بهبهان، وقالت إنها تراقب الاحتجاجات، وأعلنت تخصيص حساب عبر تلغرام لاستلام الصور والفيديوهات والأخبار عن الاحتجاجات والانتهاكات.
وجاء في التعليق: أيها الإيرانيون – شاهدنا احتجاجاتكم وسمعنا شعاراتكم. ستكون الولايات المتحدة هي صوتكم بينما يحاول النظام إسكات صوتكم مرة أخرى من خلال قطع الإنترنت. أرسلوا مقاطع الفيديو والصور والتقارير الخاصة بكم حول الإجراءات الحالية للنظام عبر قناة تلغرام “RFJ_Farsi_Bot @”. سنشاركها مع العالم. نحن نراكم. نسمع صوتكم ونقف بجانبكم”.