منذ الرابع من أغسطس والمشاهد الصادمة تتقاطر من العاصمة اللبنانية التي ملأ شوارعها الركام والدماء، مساء ذلك اليوم المشؤوم حين تفجرت أطنان من نيترات الأمونيوم، خاطفة عشرات الأرواح.
طرقت المأساة أبواب المئات، صغاراً وكباراً، محولة الأفراح إلى أحزان. ففي أحد تلك المقاطع التي انتشرت للحظات الانفجار، فيديو لعروس كانت تمني النفس بيوم فرح لن تنساه، بفستانها الأبيض، إلا أن عصف الكارثة أرداها جريحة وعريسها في يوم العمر.
وأظهرت لقطات الفيديو العروس واقفة في أحد شوارع وسط بيروت، لالتقاط الصور إلى جانب عريسها، عند سماعها صوت هدير قبيل الانفجار الكبير.
وما هي إلا لحظات حتى رماها ضغط الانفجار أمتاراً وعريسها، ليتحول هذا اليوم إلى مأساة حقيقية ستحتفظ بها طويلاً في ذاكرتها.
وكان مقطع مصور آخر مماثل انتشر سابقاً لعروس وسط العاصمة لحظة وقوع الانفجار.
يأتي هذا فيما لا يزال البحث جاريا عن مفقودين تحت الركام في العاصمة اللبنانية. وكانت وزارة الصحة أعلنت، السبت، أن 60 مفقودا لا يزال مصيرهم مجهولاً.
وتسبّب الانفجار بمقتل 154 شخصاً على الأقل بينهم 25 شخصاً مجهولو الهوية، وفق المصدر ذاته. وتخطى عدد الجرحى خمسة آلاف، 120 منهم في حالة حرجة.
كما شرّد نحو 300 مليون شخص من منازلهم في العاصمة ومحيطها.