مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة

مع انتهاء موسم الأمطار في إثيوبيا، بدأ سد النهضة في الدخول في مرحلة جديدة تتسم بتقليص حجم العمليات التشغيلية. فقد كشف الدكتور عباس شراقى، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن أحدث التطورات المتعلقة بالسد، موضحًا أن التخزين الخامس والأخير في سد النهضة قد تم في 5 سبتمبر 2024، ليصل إجمالي التخزين إلى 60 مليار متر مكعب. ومنذ ذلك الحين، ظل مستوى بحيرة السد ثابتًا.

 

الوضع الحالي للبحيرة وتوزيع المياه

 

أوضح شراقى أن بحيرة السد بقيت عند منسوب ثابت بفضل التحكم في المياه من خلال فتح بوابات المفيض العلوية. في البداية، تم فتح 3 بوابات، ثم تم تقليص العدد تدريجيًا ليصبح بوابتين في بداية نوفمبر، ثم بوابة واحدة فقط منذ 19 نوفمبر وحتى الآن، وذلك في ضوء انخفاض معدلات الأمطار.

 

تركيب وتشغيل التوربينات

 

كما أشار شراقى إلى أن إثيوبيا قد أتمت تركيب أربعة توربينات في السد على مدار السنوات الماضية: الأول في فبراير 2022، الثاني في أغسطس 2022، والثالث والرابع في أغسطس 2024. إلا أن هذه التوربينات لم تعمل إلا لفترات متقطعة، حيث عمل الأول والثاني لفترات قصيرة بمعدل أسبوع عمل ثم توقفا لشهور، بينما لم تعمل الأربعة توربينات سوى عدة أيام في الأشهر الثلاثة الأخيرة.

 

الإيرادات المائية الحالية

 

مع انتهاء موسم الأمطار، تراجع الإيراد المائي اليومي عند سد النهضة ليصل إلى حوالي 60 مليون متر مكعب فقط. ويتعين لهذه الكمية أن تمر عبر بوابات المفيض العلوية أو عبر التوربينات إذا تم تشغيلها. وفي حال عودة تشغيل التوربينات، سيتضاعف الإيراد اليومي بناءً على عدد ساعات تشغيل التوربينات.

 

الآثار المستقبلية

 

إن هذا التراجع في الإيراد المائي يعود بشكل أساسي إلى انتهاء موسم الأمطار، مما يشير إلى أن تدفق المياه قد يظل منخفضًا حتى موسم الأمطار التالي. مع استمرار توقف التوربينات، ستظل مياه البحيرة محجوزة وتتحكم إثيوبيا في مدى تدفقها. وفي الوقت نفسه، يظل التوربينات هي المصدر الأساسي لتوليد الطاقة الكهربائية من السد، مما يجعل من الضروري النظر في عودة تشغيلها بشكل مستمر لتحسين الإيرادات المائية.

 

خاتمة

 

يبقى موقف سد النهضة محط أنظار دول حوض النيل، خاصة مصر والسودان، نظرًا لتأثيراته المحتملة على موارد المياه في المنطقة. وبينما يستمر التوتر بشأن تدفق المياه من السد، تظل الحلول السياسية والتقنية مطلوبة لتفادي أي تأثيرات سلبية قد تحدث على دول المصب في المستقبل.