قال نائب برلماني ونشطاء إن تركيا بدأت في ملء خزان سد ضخم لتوليد الكهرباء على نهر دجلة، رغم احتجاجات على أن ملء الخزان سيشرد الآلاف في تركيا ويهدد بنقص في المياه عند مصب النهر في العراق.
وقالوا ـ نقلاً عن صور للأقمار الصناعية ـ إن المياه بدأت تتجمع خلف سد إليسو، وهو مشروع استمر العمل فيه عقوداً ويهدف لتوليد 1200 ميغاوات من الكهرباء لجنوب شرقي تركيا.
ولم يعلق المسؤولون الأتراك على العمل في السد. وأحالت الوكالة الحكومية المسؤولة عن مشروعات السدود الأسئلة الخاصة بالمشروع إلى الرئاسة التركية.
موضوع يهمك ? رغم الاعتراض العراقي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستبدأ ملء خزان سد إليسو على نهر دجلة في يونيو/حزيران،…
غير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد ذكر في وقت سابق من العام الجاري أن بلاده ستبدأ في ملء خزان السد في يونيو، أي بعد عام من قيامها باحتجاز الماء لفترة وجيزة خلف السد. كانت تركيا قد أوقفت احتجاز المياه في ذلك الوقت بعد شكاوى عراقية من انخفاض التدفقات المائية في منتصف الصيف.
والسد الذي وافقت الحكومة التركية للمرة الأولى على إنشائه في عام 1997 جزء رئيسي من مشروع جنوب شرقي الأناضول الذي يهدف إلى “تحسين أوضاع المنطقة الأفقر والأقل تطوراً في البلاد”.
ويقول العراق إن السد سيؤدي إلى شح المياه لديه لأنه سيقلل التدفق في أحد النهرين (دجلة والفرات) اللذين تعتمد عليهما البلاد في معظم احتياجاتها من الماء. ويحصل العراق على نحو 70% من إمداداته من المياه من الدول المجاورة، خاصة من خلال نهري دجلة والفرات عبر تركيا.
وذكر نجدت إبيكيوز وهو نائب عن حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد أن صور الأقمار الصناعية من الأسبوعين الماضيين تظهر أن السد بدأ في احتجاز المياه. وأضاف أن المياه غمرت طريقاً في المنطقة بالفعل.
وأضاف “يتخذون خطوات بطيئة وذلك للحد من ردود الفعل على احتجاز المياه. هذا هو السبب في أنهم لا ينشرون المعلومات”، وذكر أن عدداً من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي حاولوا زيارة السد في يوليو لكن الشرطة منعتهم.
بحيرة السد تكبر كل يوم، يشعر الناس الذين يقيمون في هذه المناطق بالقلق
تنسيقية حسن كيف
وتحدى عدد من دعاة الحفاظ على البيئة مشروع السد أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على أساس أنه سيلحق الضرر بالتراث الثقافي للبلاد لكنهم لم ينجحوا في مسعاهم.
بلدة قديمة
من المتوقع أيضاً أن تغمر المياه في نهاية المطاف بلدة حسن كيف التي يعود تاريخها إلى 12 ألف عام. ويجري نقل سكان البلدة القديمة إلى بلدة “حسن كيف الجديدة” على مقربة منها كما يجري نقل القطع الأثرية إلى خارج البلدة.
ونشرت مجموعة من المنظمات غير الحكومية والنقابات العمالية وأعضاء بالبرلمان صورا التقطتها الأقمار الصناعية تظهر ارتفاع مستوى المياه خلف السد في الفترة بين 19 و29 يوليو.
وقالت المجموعة التي تسمي نفسها تنسيقية حسن كيف في بيان “الوضع الحالي يعزز فكرة أن الصمامات أغلقت بشكل دائم”.
وأضاف البيان “لأن بحيرة السد تكبر كل يوم، يشعر الناس الذين يقيمون في هذه المناطق بالقلق. لا يمكنهم أن يعرفوا متى تصل المياه إلى مناطقهم السكنية أو الزراعية”.
وقالت الحكومة العراقية في بيان إن مسؤولين عراقيين وأتراكاً ناقشوا الموارد المائية لنهري دجلة والفرات في بغداد يوم الأربعاء ليروا كيف يمكن تحقيق مصالح البلدين.