قال الوسيط الإفريقي محمد الحسن ولد لبات، أمس الأحد، إن مهمته انتهت، وسيغادر السودان لأن تكليفه الذي حدده له الاتحاد الإفريقي انتهى، معلناً تفاءله بنجاح التجربة، وفق ما نشرته “تاسيتي نيوز”.
وحول صعوبة المهمة، قال ولد لبات “كانت أياما قاسية ومضنية، خفنا من أن تتجه الأمور نحو مصائر دول أخرى ضاعت في المنطقة، ولكننا لم نيأس مطلقا، وقد حذرنا طرفي التفاوض من خطورة الوضع، ومحاذر الانزلاق”.
موضوع يهمك ? بات التعذيب وإساءة المعاملة للمحتجزين والسجناء في تركيا هو القاعدة وليس الاستثناء، وفقًا لتقرير أطلق عليه “التعذيب…
بعد تعذيبه.. فيديو صادم لتركي يفارق الحياة في سجون اسطنبول
العرب والعالم
وأضاف “أعتقد أن السودانيين أحدثوا تغييرا مهما بتشكيل هياكل الدولة المدنية، وهذا مهم، ولكن هناك الأهم، فمن الضروري أن تنتبه قوى الحرية والتغيير لثلاثة أشياء: الثورة المضادة أو محاولات الردة، ووحدة مكونات الحرية والتغيير، والعلاقة مع القوى النظامية، لا سيما الجيش والدعم السريع”.
“الشعب السوداني عظيم وصلب”
وفي ختام تصريحاته قال ولد لبات: “الشعب السوداني عظيم وصلب.. دافع بصلابة عن حريته وإقامة دولة مدنية. سأكتب مجلدا كاملا عن هذه المحطة التي أعتبرها الأهم في مسيرتي الدبلوماسية، وفي عملي مع الاتحاد الإفريقي، ونتفاءل بنجاح التجربة لو راعت القوى السياسية والمدنية السودانية هذه المتطلبات، وتلكم المحاذير”.
يذكر أنه بعد جولات عدة من المفاوضات الشاقة بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير بالسودان، وبوساطة إفريقية قادها الدبلوماسي الموريتاني محمد الحسن ولد لبات، توصل الفرقاء في السودان إلى اتفاق تاريخي أثمر عن الوثيقة الدستورية التاريخية التي انتهت بالتوقيع بالأحرف الأولى اليوم الأحد، ومن المقرر التوقيع النهائي في 18 أغسطس.
التوقيع على الوثيقة شكل محطة فارقة في تاريخ السودان الحديث، ما دفع الجماهير السودانية إلى الخروج للاحتفال بهذا المنجز الفريد، حيث عمت الأفراح معظم المدن، وتم الاحتفاء بقادة التفاوض في الصحف وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفوا برجال المرحلة، ولم يقتصر الاحتفاء والإشادة بالمفاوضين السودانيين، بل شمل الممثل الإفريقي الدبلوماسي الموريتاني محمد الحسن ولد لبات الذي حمله شباب سودانيون على الأكتاف فور خروجه من قاعة الاجتماعات التي تم فيها التوقيع على الإعلان الدستوري.