تعليقاً على مقتل إبراهيم بدر الدين الحوثي، شقيق زعيم الميليشيات، عبد الملك الحوثي، قال المحلل السياسي اليمني، عبد الملك اليوسفي، إنه “مبدئياً المعلومات صحيحة حول مقتل إبراهيم بدر الدين الحوثي لكن المعلومات المتواترة التي تصل من التسريبات الخاصة من صنعاء أن الحادث جاء نتيجة صراع بين عبدالكريم الحوثي وإبراهيم الحوثي، وكل واحد مع فريقه، أي إبراهيم الحوثي ومهدي المشاط وآخرون، وعبدالكريم الحوثي ومحمد علي الحوثي وآخرين”.
وأشار اليوسفي، في مداخلة مع “العربية” الجمعة، أن “هذا الصراع الكبير بينهما غذته مسألة استيلاء واستحواذ إبراهيم الحوثي على جهاز أمن الوقاية الخاص بالحركة الحوثية، والذي كان يقوده عبدالكريم الحوثي، واكتفاء الأخير بقيادة وزارة داخلية الانقلاب فقط. كما تغذى الخلاف كثيراً بعد إقالة محمد علي الحوثي من المجلس السياسي وضمه إلى مجلس الشورى”، مؤكداً أن الصراع كان على النفوذ والأموال والسلطة والمنهوبات.
ولفت إلى أن “هناك روايات متعددة حول مقتل إبراهيم الحوثي. فالأولى تتحدث عن مقتله في همدان شمال صنعاء، وهذه الرواية عُززت بكثير من الشهود من منطقة همدان، وهناك رواية أخرى وهي أقل ضعفاً وهي أنه قتل بأحد المنازل في حجة، التي سيطرت عليها الميليشيات، من أحد الشخصيات التي خرجت من صنعاء بعد الانقلاب”.
“محاولة اغتيال ناجحة”
وأضاف: “تقريباً المعلومات التي وصلت كانت عبارة عن تصفية مباشرة لإبراهيم الحوثي مع 8 من مرافقيه، والمعلومات شبه المؤكدة أنها كانت بمنطقة همدان في تعرض مباشر لإطلاق نار، ولم يُحك عن اشتباكات حصلت، ويقال إن المسألة عملية اغتيال بنيران كثيفة”.
كذلك شدد اليوسفي على أن “وصول الخلافات إلى الدائرة المغلقة جداً في الأسرة الحوثية ينبئ بأمور كنت تحدثت عنها سابقاً أن حجم الخلافات بين الميليشيات الحوثية ينبئ باشتباكات في الشوارع بين الأجنحة الحوثية، ولعل هذا أحد نتاج تلك الصراعات التي وصلت إلى دائرة مغلقة، والحقيقة أن الجماعة الحوثية قد تلقت ضربة موجعة جداً بمقتل إبراهيم بدر الدين الحوثي لسببين: السبب الأول هو لما كان يمثله من نشاط مهم في إدارة النشاط الاقتصادي للجماعة وفي التحشيد للمعارك في الجبهات، كما كان له موقع خاص في إدارة جهاز أمن الوقاية الخاصة، الذي يعتبر اليد الضاربة لجماعة الحوثي في إدارة المشهد العسكري. صحيح أن هناك خبراء إيرانيين وخبراء من حزب الله يديرون المشهد في مسألة أمن الوقاية، لكن إبراهيم الحوثي كان له موقع مهم جداً. أما السبب الآخر فهو معنوي، فقد وصل الصراع إلى مسألة الاقتتال في إطار الأسرة الواحدة”.
موضوع يهمك ? ما بين مشهد الاحتفال بخطبة نعمة طارق على عريسها ومشهد احتراق والديها و17 من أفراد أسرتها أمام عينيها في الحافلة، التي…
وأوضح أنه “لم يكن لعبد الملك الحوثي أي موقف في موضوع الخلاف بين عبدالكريم الحوثي وإبراهيم الحوثي أو حتى في الخلافات السابقة. تعاطي الإعلام الحوثي مع مقتل إبراهيم الحوثي يؤكد الفرضية التي هي تقريباً شبه مؤكدة هي أن مقتل إبراهيم الحوثي كان عبارة عن تصفية صراعات داخلية في الجماعة وذلك لسببين: السبب الأول تأخير إعلان مقتله 3 أيام بمعنى أنهم كانوا يرتبون لطبخة معينة حول مسألة مقتله، والأمر الآخر التأكيد المباشر من قناة المسيرة ومن إعلان وزارة داخلية الانقلاب أن التحالف هو الذي قصف، وهذه المسألة لا تأتي إلا للتغطية على الأمر الحقيقي وهو الصراعات الداخلية بين الميليشيات”.