تعمل مجموعة شركات “خاتم الأنبياء” المملوكة للحرس الثوري الإيراني، التي تسيطر على قسم كبير من الاقتصاد الإيراني، على إنشاء جزيرة اصطناعية في الخليج العربي قبالة جزيرة كيش، لاستخدامها “للأغراض الترفيهية والسكنية”.
ومع اشتداد العقوبات الأميركية وتضييق الخناق الاقتصادي على إيران، بات الحرس الثوري يبحث عن مصادر تمويل جديدة له لتغطية نفقات التدخلات العسكرية الخارجية ودعم الجماعات والميليشيات الموالية لطهران في المنطقة.
موضوع يهمك ? شنت الولايات المتحدة الأميركية هجوما سيبرانيا على إيران، أسفر عن تدمير قاعدة بيانات استخدمها الحرس الثوري لمهاجمة ناقلات…
حماية للنفط.. هجوم سيبراني أميركي يصيب الحرس الثوري
إنتخابات العراق
ووفقا لوكالة “تسنيم” المقربة من الحرس الثوري، فإن إنشاء هذه الجزيرة جاء وفق مذكرة تفاهم وقعت بين قائد قاعدة “خاتم الأنبياء” سعيد محمد إسلامي، والمدير الإداري لإدارة المنطقة الحرة في كيش، غلام حسين مظفري، يوم الجمعة.
وقال مظفري إنه “من خلال تطبيق مذكرة التفاهم، فإن المنطقة الحرة في كيش ستمتلك الجزيرة الاصطناعية بمساحة 500 ألف متر مربع (حوالي 12 فدانا)”.
وذكرت “تسنيم” أنه “تم تضمين الانتهاء من الدراسات وتنفيذ عمليات التجريف في الحوض الشرقي لجزيرة كيش وبناء الجزيرة الاصطناعية في مذكرة التفاهم”.
وتعتبر قاعدة “خاتم الأنبياء” للإنشاءات، الفرع الاقتصادي للحرس الثوري الإيراني الذي يضم أربعة أقسام تنشط في مجالات مختلفة، بما في ذلك مشاريع النفط والطاقة والاتصالات.
وانخرط الحرس الثوري الإيراني في أنشطة اقتصادية وتجارية مباشرة بعد الحرب الإيرانية – العراقية (1980-1988)، لكن دورها الاقتصادي توسع بشكل كبير في السنوات الـ 15 الماضية، ما أدى إلى جدل وصراع بين أجنحة النظام الإيراني.
وانتقد الرئيس حسن روحاني عدة مرات الدور المهيمن للحرس الثوري الإيراني في الاقتصاد الإيراني، كانت آخرها تصريحات له خلال مأدبة إفطار في شهر رمضان أواخر شهر يونيو/حزيران 2017 في طهران حيث قال: “من الضروري تفويض الأنشطة الاقتصادية للقطاع الخاص الحقيقي”، وشدد على أنه “لا يجوز للمؤسسة العسكرية أن تحتكر الاقتصاد”.
وتعمل قاعدة “خاتم الأنبياء” التي تتولى أيضا تنسق عمليات الحرس الثوري والقوات المسلحة الإيرانية الأخرى بما فيها الجيش النظامي، بالقيام بمشاريع الإعمار والأنشطة الدينية والسياحة، وتضم الفنادق والمطاعم والمتاجر وغيرها بجانب الأضرحة، مما يجعلها مركزًا لاستيعاب الأموال.
ورغم أن الاقتصاد الإيراني يمر بأسوأ مرحلة تحت ضغط العقوبات الأميركية، لكن الحرس الثوري يجني أموالا من عقود جديدة من أنشطة اقتصادية يقوم بها في البنية التحتية في سوريا والعراق، بالإضافة إلى شبكات التهريب الموسعة.
وتقوم شركات “خاتم الأنبياء” بأعمال البناء في سوريا حيث وقعت عقوداً لمعدات البناء والطاقة، كما أقامت خطوط أنابيب للنفط والغاز في العراق بين بغداد وميناء البصرة النفطي، فضلاً عن محطة لمعالجة المياه في البلاد.
كما أن الحرس يكسب الأموال أيضًا من تهريب الوقود إلى خارج إيران، مقابل استيراد الأجهزة الاستهلاكية والسجائر إلى داخل إيران.
وفي مارس الماضي، أعلن سعيد محمد إسلامي، رئيس مقر “خاتم الأنبياء”، أن الحرس الثوري الإيراني يتجه نحو حقول الغاز بمساعدة قطر، للتعويض عن حظر صادرات النفط وانسحاب الشركات الغربية الكبرى بعد إعادة فرض العقوبات الأميركية.
وقال إسلامي إن مجموعته مستعدة لتحل محل شركة “توتال” الفرنسية في تطوير المرحلة الحادية عشرة من حقل غاز “بارس” الجنوبي بمساعدة قطر، وهو المشروع الرئيسي للهيدروكربونات في إيران.