“لم أكن أحبُّ أن أترك بلادي، فهناك بيتي وأسرتي وأصدقائي. لا أعتقد أن أحداً يحبُّ أن يترك كلّ تلك الأشياء، لكنني أرغمت على الهروب”.
هكذا بدأت الصحافية التركية الكُردية روزرين أوروجو الّتي تنحدر من مدينة “شانلي أورفا” والواقعة جنوب شرقي تركيا، بسرد حكايتها لـ”العربية.نت”.
وقالت: “لا أحد يحبُّ أن يبقى مُحتاراً هكذا في مدينةٍ لا يجيد لغتها”.
“شبح اعتقال.. مع كل خبر”
وأضافت أوروجو الّتي تمكنت من الهرب مؤخراً إلى العاصمة اليونانية في مقابلة مع “العربية.نت” إن “أوضاع الصحافيين سيئة في تركيا، مع كلّ خبر كنا ننشره هناك، كنا نخشى أن نتعرض للاعتقال، أو تُغلق وسائل الإعلام التي نعمل فيها، بأوامر من الأمن التركي”.
وتتهمُ الحكومة التركية، الصحافية الكردية على غرار التهم الموجهة لمعظم زملائها في البلاد بـ “الانضمام لجماعة إرهابية” و”نشر دعايةٍ لصالحها”. وقد صدر حكماً ضدها بالسجن لمدّة 6 سنوات و3 أشهر و22 يوماً من قبل محكمة تركيّة في ولاية شانلي أورفا.
موضوع يهمك ? بعد مرور 6 سنوات على تدخل قوات فرنسية لتحريرها من قبضة جماعات مسلحة بسطت سيطرتها على نصف أراضي مالي في ٢٠١٢، ما زالت…
إلى ذلك، أوضحت الصحافية حكايتها مع المحاكم التركية، قائلة “لقد دافعتُ عن نفسي خلال الجلسات وقلت إنني صحافية ولم أحمل السلاح يوماً، لكن المحكمة أصدرت رغم ذلك حكمها النهائي ضدي، وقد تم إغلاق القضية بعدما صادروا جواز سفري رغم أن المحامي المُدافع عني طعن بالحكم”.
رصد مواقع التواصل
كما كشفت عن وجود “محاكمة أخرى ضدها، لا تزال مستمرة إلى الآن بمدينة اسطنبول، على خلفية نشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن حكمها لم يصدر بعد، بحسب قولها.
وتابعت قائلة: “على سبيل المثال من الجرائم التي تود الحكومة التركية محاسبتي عليها هي إعجابي بصورة لعلم كُردستان على موقع تويتر”.
وأضافت “بمجرد بثّ أخبار لا تتفق مع سياسة الحكومة، كنا نُعتقل في اليوم التالي وقد تعرضتُ بالفعل للاعتقال نتيجة عملي في الصحافة، لذلك اضطررتُ للهروب من تركيا مؤخراً، لأننا قد نستطيع أن نحيا دون طعام وشراب، لكننا أبداً لا نستطيع أن نعيش بلا كرامة”.
رحلة الهروب الشاقة
يذكر أن أوروجو الحاصلة على إجازة في السينما والّتي تعمل في الصحافة منذ سنوات، تمكنت من الوصول إلى الأراضي اليونانية بطريقةٍ غير شرعية في رحلة وصفتها بـ “الشاقّة”.
وعلقت عليها بالقول إنها “لم تكن تتوقع أبداً أنها ستضطر يوماً للمشي نحو ست ساعات قبل أن تعبر إلى الأراضي اليونانية عبر البحر”. وأضافت “رحلة هروبي كانت صعبة، لقد مشيت سيراً على الأقدام نحو 6 ساعات قبل أن أتمكن من الوصول إلى الحدود اليونانية. وحتى داخل الأراضي اليونانية مشيت قرابة 3 ساعات قبل أن أقوم بتسليم نفسي للشرطة المحلية، فاعتقلوني عدة أيام، ثم أطلقوا سراحي بعدما تأكدوا أنني صحافية هاربة من تركيا لأسبابٍ سياسية”.
وتابعت قائلة: “لقد وصلت إلى أثينا، لكن هنا تمضي الأيام بصعوبة، فيها أشتاق إلى عملي، ولكتابة الأخبار والتقاط الصور، لكنني في الوقت ذاته أسعى إلى الوصول لدولةٍ أوروبية أخرى، لأتمكن فيها من العيش بحرية ولأواصل عملي من هناك كصحافية”.