تعرّض زعيم حركة “النهضة” راشد الغنوشي إلى انتقادات كبيرة على خلفية مشاركته في حفل غنائي خاص، جمع عدداً من الفنانين، بحضور عدد من قيادات الحركة، وغضب شديد من مناصريه وقواعده، قبل أيام على موعد الانتخابات البرلمانية التي يتطلع فيها الحزب إلى احتلال المركز الأول.
جاء ذلك بعد تسريب صور ومقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيها الغنوشي محاطاً بعدد من الفنانين، يشاركهم حفلاً غنائياً داخل منزل خاص، في خطوة يبدو أنها محاولة دعائية جديدة من الغنوشي لتبييض حركة “النهضة” وإخراجها من جلباب الإسلام السياسي نحو الأحزاب المدنية الحداثية والمنفتحة، سعياً لاستقطاب أصوات جديدة من خارج خزانها الانتخابي، لكن هذه الخطوة أثارت جدلاً واسعاً وجاءت بنتائج عكسية، بعد انزعاج أنصار النهضة وقواعدها الانتخابية من تخلّي الحركة عن مبادئها وثوابتها وتوجهها الإسلامي، واعتمادها على خطاب مزدوج ومتناقض.
وشنّ ناشطون غاضبون حملة على صفحات حركة “النهضة”، وكذلك راشد الغنوشي على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقدوا فيها هذا التغيير المعلن لمبادئ حركة “النهضة” والتطبيع مع التحرر وكذلك حالة البذخ التي تعيش فيها قياداتها، واتهموا الغنوشي بالانتهازية للوصول إلى قبة البرلمان على حساب ثوابت الحزب.
موضوع يهمك ? هبطت بنجاح على الأرض، الخميس، المركبة “سويوز إم إس 12″، التي تحمل أول رائد فضاء إماراتي هزاع المنصوري عائدًا من محطة…
في الأثناء، سارعت حركة “النهضة” التي وجدت نفسها في موقف محرج وصعب، إلى احتواء غضب أنصارها خوفا من فقدان أصواتهم، وأعلنت في بيان، أن الأمسية الحوارية التي جمعت عددا من المثقفين والفنانين براشد الغنوشي، تناولت مختلف القضايا المتصلة بالوضع العام في البلاد، ومن بينها إنجاح الاستحقاقات الانتخابية في تونس والدور المأمول من حركة “النهضة” في النهوض بقطاع الثقافة والفنون وإدخال التشريعات القانونية الكفيلة بتنظيم القطاع الثقافي وحماية حقوق الفنانين المادية والأدبية والاجتماعية.
وقبل 3 أيام على موعد الانتخابات البرلمانية، تتخوّف حركة “النهضة” من أن تسجل تراجعاً إضافيا في أعداد الداعمين لها، بعد الهزيمة المدوية التي لحقتها في الانتخابات الرئاسية، والتي كشفت تآكلاً كبيراً في خزانها الانتخابي، وأظهر فشلها في استقطاب الناخبين لدعم مرشحها عبد الفتاح مورو.