قال تحليل إخباري لصحيفة “ذا هيل” في واشنطن إن المرشح الديمقراطي، جو بايدن، يقف عند مفترق طرق في سعيه للحصول على ترشيح الحزب في انتخابات الرئاسة الأميركية 2020.
ففي الوقت الذي يواجه فيه بايدن ضغطاً من جهة ترمب في قضية أوكرانيا، يقف في الناحية الأخرى تفوق المرشحة الديمقراطية السيناتور، إليزابيث وارين، التي تفوقت عليه في بعض استطلاعات الرأي.
تضع حملة ترمب رهاناً كبيراً على قدرتها بدحر بادين عبر إدانته في تورطه بـ “فضحية” أوكرانيا، التي استفزت الديمقراطيين في مجلس النواب لبدء تحقيق حول مساءلة الرئيس.
وتوظف حملة ترمب ملايين الدولارات في إعلانات مضادة لبايدن في ولايات أوكرانيا وأيوا ونيو هامبشاير ونيفادا وساوث كارولينا، بهدف وحيد هو الإضرار بجو بايدن من بين المرشحين الديمقراطيين في ولايات التصويت المبكر.
تهديد حقيقي
وقد أصبح بحسب “ذا هيل” صعود وارين تهديداً حقيقياً لبايدن، الذي يواجه تحدياً كبيراً لأول مرة في هذه السنة.
وكان بايدن يتصدر استطلاعات الرأي في البدايات إلى المناظرات الأولى للديمقراطيين، غير أنه بدأ يتراجع شيئاً فشيئاً، مع زخم المرشحين الآخرين وقدرتهم على إثارة بعض القضايا الاقتصادية.
في الوقت نفسه فإن هجمات ترمب المتكررة على بايدن لم تجعله في وضعية طيبة، بما يكفي لمقاومة الزحف من الجانبين.
الاستطلاعات الأحدث في ولايات التصويت المبكر تشير إلى أن وارين تتقدم ولو بشكل طفيف، كذلك تؤكد الدراسات الاستقصائية الأمر نفسه.
وضعية التبرعات
بالنظر إلى أرقام جمع التبرعات في الربع الثالث فهي الأخرى تشكل إنذاراً إلى عالم بايدن، الذي احتل المركز الرابع بين أصحاب الأمل في البيت الأبيض، حيث حقق ما يزيد قليلاً عن 15 مليون دولار، بانخفاض قدره 7 ملايين دولار عن الربع الثاني.
تصدر التبرعات المرشح السيناتور بيرني ساندرز بجمعه 25 مليون دولار، وفي المركز الثاني جاء عمدة ساوث بيند، إنديانا، بيت بوتيجيج الذي حقق 19.2 مليون دولار.
ووصف أحد جامعي التبرعات الداعمين لبايدن: “هذه إما بداية النهاية، أو اللحظة التي تنقلب فيها الأشياء.. لكن العلامات لا تشير إلى اتجاه جيد في الوقت الحالي”.
وقد أصبحت قضية ترمب مع أوكرانيا عقبة رئيسية أمام حملة بايدن، تاركة حلفاءه منقسمين حول أفضل طريقة للمضي قدماً.
معركة في الوحل
من جهته يرمي بايدن بالشر الذي يحدق به على ترمب، وقال خلال خطاب ألقاه في رينو بولاية نيفادا، هذا الأسبوع، إن الرئيس “يائس ودفاعي”، وإنه “يلطخ” أسرته.
يعتقد نائب الرئيس السابق أن هجوم ترمب ناتج من مخاوفه من أنه سيسخر الانتخابات الرئاسية أمامه في العام المقبل.
ويقول المقربون من بايدن إن الاستمرار في الانضباط والتركيز على القضايا المهمة للأصوات الأولية هو أفضل طريقة للمضي قدماً.
وهذا ما يعترف به بايدن نفسه أحياناً، إذ أعرب أثناء مناسبة لجمع التبرعات هذا الأسبوع، عن قلقه من “الانخراط في الفخ” والانزلاق في “معركة في الوحل” مع الرئيس.
البحث عن التوازن الصحيح
فيما تقول الاستراتيجية الديمقراطية، كارين فيني، التي عملت كمساعدة في حملة هيلاري كلينتون، إن فريق بايدن يبحث عن التوازن الصحيح.
ونصحت: “لا تحتاجوا أن تكونوا جزءاً من القصة.. لا تبلعوا الطعم.. أو تجعلوه يعترض طريقكم”.
وأضافت: “التحدي الأساسي هو الاستمرار في الانضباط والتمسك بخطتك ونشر مقترحات السياسة الخاصة بك”.
وبينما يحتدم النقاش حول أفضل مسار لبايدن بين داعميه، تستمر وارين في الصعود بهدوء مدعومة بجمع التبرعات بالدولار الصغير، الذي لم يتمكن بايدن من تحقيقه.
مع ذلك، يقول حلفاء بايدن إنهم واثقون من أنه يمكن أن يستعيد مكانته في السباق، مشيرين إلى أن أربعة أشهر في الانتخابات التمهيدية “الفوضوية” هي فترة طويلة لكي تحافظ فيها وارين على صمودها، أو أي منافس آخر؛ على زخمه.
يراهنون بأنه في كل الظروف فإنهم في المكان الصحيح “فقط لأن ترمب يعتبر بايدن أكبر تهديد لإعادة انتخابه”.
وقال حليف لبايدن: “يعلم ترمب أنه إذا ما تجاوزنا هذه المرحلة، فإن فترة رئاسته الأولى تكون قد انتهت”.