بعد أن هز انفجار عنيف مدينة تل أبيض في الشمال السوري، الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها بعد ظهر السبت، ناجم عن سيارة مفخخة بالقرب من محطة وقود في المدينة الواقعة شمال مدينة الرقة، وأدى إلى مقتل العشرات، فيما أصيب أكثر من 21 آخرين، سارعت أنقرة إلى اتهام وحدات حماية الشعب الكردية، واعتبارها المسؤولة عن الهجوم.
فيما أعلنت وكالة الأناضول التركية الرسمية للأنباء أن الانفجار نتج عن سيارة محملة بمتفجرات وأودى بحياة 13 شخصا في أحد الأسواق بالمدينة.
التفجير الذي ضرب تلك المنطقة، وقع بعد أسبوعين من الهدوء النسبي في شمال شرق سوريا، وبعد يوم من بدء قوات روسية وتركية دوريات مشتركة بموجب اتفاق بين البلدين انسحبت بموجبه الوحدات الكردية من المنطقة القريبة من الحدود التركية.
بدورها، أخذت وزارة الدفاع التركية على تويتر تندد بالهجوم، وكالعادة توجهت بأصابع الاتهام إلى حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، واعتبرته هجوما على “المدنيين الأبرياء في تل أبيض”، بحسب تعبيرها.
فيما لم يصدر حتى الآن أي تصريح عن الوحدات الكردية بتبني الهجوم أو نفيه.
دوريات مشتركة
يشار إلى أن القوات التركية، كانت بدأت، الجمعة، بتسيير دوريات مشتركة مع القوات الروسية شمال شرقي سوريا، في إطار اتفاق أدى إلى انسحاب المقاتلين الأكراد من الأراضي الواقعة على طول الحدود.
وبدأت الدوريات حوالي منتصف النهار في قرية بمنطقة الدرباسية، وتوجه الجنود بنحو عشر آليات عسكرية تركية وروسية إلى شرق الدرباسية، لتسيير دورية في شريط يمتد على طول عشرات الكيلومترات، بحسب مصادر عسكرية تركية.
أعنف المعارك في تل أبيض
يذكر أن تل أبيض هي إحدى مدينتين رئيسيتين على الحدود شهدتا أعنف المعارك منذ بدأت تركيا توغلها العسكري في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول مع فصائل سورية موالية لها في 9 تشرين الأول/أكتوبر في شمال شرقي سوريا، لإبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها وإنشاء “منطقة آمنة” بعمق 30 كيلومتراً لإعادة قسم كبير من 3,6 مليون لاجئ موجودين على أراضيها، بحسب ما ادعت به أنقرة.
وبموجب اتفاق تم التوصل إليه بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي، فلاديمير بوتين، في 22 تشرين الأول/أكتوبر في سوتشي بروسيا عقب العملية العسكرية التركية في سوريا، أعطي المقاتلون الأكراد مهلة للانسحاب من الأراضي الواقعة على طول الحدود.