تعتمد فيسبوك على أساس رئيسي في كافة تعاملاتها من خلال ربط الناس في كل مكان معًا، وبما أن هناك أكثر من 2 مليار مستخدم على الشبكة، فإن هناك أكثر من ضعفي العدد غير مسجلين، وبالتالي تعتبر معرفة تفاصيلهم قليلة لدى أكبر شبكة تواصل حول العالم.
لكن من بين الأشياء التي تعمل عليها فيسبوك حاليًا، هي رسم خريطة الكثافة السكانية للعالم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال قياس عدد السكان من احصائيات التعداد ومقارنتها مع قاعدة بيانات Open Street Map واستخدام صور الأقمار الصناعية في تحديد المناطق المأهولة.
فعلى سبيل المثال، هناك معاناة كبيرة في معرفة أعداد السكان في قارة أفريقيا، فعندما نجد مساحة تفوق 200,000 كم مربع يتواجد فيها 55,000 ألف نسمة فقط، فهذا يعني الكثير من العمل لقياس الكثافة السكانية. لكن مع الفكرة الجديدة، فإن مهندسي فيسبوك توصلوا لطريقة باستخدام الذكاء الاصطناعي تقوم على تحليل الصور من الأقمار الصناعية يتم تحديد المباني والأماكن المسكونة في المناطق المختلفة من خلالها ومن ثم المساعدة في الوصول لأولئك الناس وقياس أعدادهم.
وتعتبر هذه الخطوة الثانية للشركة في ظل سعيها لقياس أعداد السكان، حيث طرحت في 2016 فكرة شبيهة، لكنها الآن تقدم معلومات أكثر دقة وحيوية وتريد تقديمها للمهتمين كمصدر مفتوح للاستفادة منها بجميع الأشكال.
وتقول فيسبوك أنها تريد تقديم خرائط الكثافة السكانية للمؤسسات الأهلية للمساعدة في الوصول إلى الناس، وقد استخدم الصليب الأحمر الأمريكي تلك البيانات فعلًا. كما أن هناك العديد من المؤسسات في مجالات مختلفة يمكنها الاستفادة من الخرائط.
لكن يبقى الهدف الأسمى لفيسبوك ربما الوصول إلى أكبر عدد من الناس حول العالم، والأمر الذي من شأنه توسيع رقعة المستخدمين على الشبكة وزيادة أعدادهم لتحقيق أكبر استفادة لاحقًا لا سيما من الإعلانات أو من بيع البيانات.