[ad_1]
في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
(إذا وضعت السيرة الذاتية الخاصة بي أمام سيرة الذاتية لمارتن لاسارتي سأضع سيرتي تحت الطاولة).. لا تظن ان كاتب السطور أخطأ في وضع إسم مارتن لاسارتي بدلا من رينيه فايلر، فموسيماني قال ذلك التصريح بالفعل وعقب الفوز بخماسية علي الاهلي في بريتوريا بالموسم الماضي.
موسيماني قال نفس التصريح عن رينيه فايلر ومن قبل قال عن نفسه أنه مجرد مدرب محلي في جنوب أفريقيا ولكن فايلر يبدو أنه أكثر مكرا من موسيماني لذلك إنتصر رينيه في معركة الثعالب الاولى وتبقى الحاسمة في اقصي جنوب القارة بعد سبعة أيام من الان.
“Face your fear ” ربما تكون هذه الجملة قد عبر عنها فايلر بين شوطي اللقاء للاعبيه وأعطى لهم الثقة فهناك حالة من الضغط العصبي الشديد التي صاحبت أداء الأهلي في الشوط الاول ولذلك أسباب.
قبل المباراة تحدثت عن ضرورة إيجاد حل غير تقليدي من خلال توظيف مروان محسن في مركز أقرب إلى الجناح المهاجم منه إلى جناح الخطوط مع تواجد أجايي في مركز رأس الحربة للسيطرة على عمق الملعب وسحب قلبي دفاع صنداونز إلى منطقة الوسط، ومن ثم إيجاد ثغرات لأطراف الاهلي الهجومية.
فايلر لجأ إلى الشكل التقليدي 4-2-3-1.. ربما لا توجد أفكار أخرى في ظل (تواضع مستوى بعض اللاعبين) وعدم وجود زاد بشري يغنيه عن فكرة الإلتزام التكتيكي مقابل التفوق الفني والمهاري الواضح للاعبي الاهلي على صنداونز لذلك لجأ المدير الفني السويسري إلي مبدأ الأمان وإن شئنا الدقة الخوف الطبيعي.
احيانا ما يكون الخوف الطبيعي شيئا هاما لأنه عادة ما يحمي صاحبه من الأخطاء ولكن زيادة ذلك الخوف يجعله يخطىء في معركة أخري (إهدار الوقت).
الاهلي لعب بشكل عادي في الشوط الأول.. حسين الشحات جناحا للخطوط مع عدم وجود عرضيات سليمة في الجبهة اليمني من فتحي بسبب إلتزامه الدفاعي في كثير من الاحيان.
افشة ظل يحاول إيجاد دور له في الملعب، السولية وديانج في منطقة الثلث الاوسط للحماية وبالتالي ظهر هجوم الاهلي وحيدا بوجود مروان في ظل تواجد أجايي علي الجانب الايسر لمساندة معلول للخروج بالكرة.. ثم لا شىء.
هناك فارق بين الحذر وبين عدم تركيز اللاعبين في بعض المواقف وقد ظهر جليا أن الشحات في أدنى مستوياته منذ الإنضمام للأهلي، من قبل كان حسين يحاول ولكن يصادفه سوء حظ ولكن الان الجناح الايمن الاغلى في تاريخ الكرة المصرية يبدو عاجزا عن حتي شرف المحاولة.
لا أتحدث عن المحاولات الهجومية أو الدفاعية ولكن اتحدث عن إيجابية التواجد في أي موقف دفاعي أو هجومي، التركيز في محاولة مضايقة المدافع اثناء تسلم الكرة، الحرص علي إكمال الهجوم بشكل إيجابي، ربما كرة أو إثنين ولكن يبدو هذا مقبولا إن كان مركز حسين الشحات في الجزء الدفاعي الايمن ولكن أن يكون اللاعب مركز (عوار) في خطة الفريق فهذا غير مقبول علي الإطلاق.
يكفي أن تقارن فقط بينه وبين أجايي الذي صنع الحدث في المباراة، صحيح أن معلول هو من سجل ولكن أجايي حرفيا هو من قاد الفريق هجوميا بسهولة تبادل الكرة مع معلول ليضعها له في موقف مثالي للتسجيل والاخري بتبادل الكرة مع بادجي ثم الحصول علي ركلة جزاء.
ولأن فايلر يدرك جيدا أن ما قدمه الشحات لا يتلائم مع أهمية المباراة قرر الدفع مباشرة بوليد سليمان ولكن قبل ذلك دخول أجايي في مركز المهاجم كان سبيلا لمعلول لشن هجمات الفريق من الجهة اليسرى وبعد التسجيل باتت الامور أسهل.
لماذا باتت الامور أسهل؟ لأن فايلر قرر سحب حسين الشحات بعد هدف معلول الاول وإقحام وليد سليمان في معركة ذهنية لإجهاض أية أفكار هجومية لموسيماني بعد التقدم بهدف.
المدير الفني للاهلي كان واعيا جدا لأحداث المباراة وعندما وجد صنداونز لا يهاجم بجدية لازمة، أقحم بادجي بدلا من مروان بعد 5 دقائق فقط من تبديله الاول.
النتيجة الطبيعية مع كسر مخاوف الاهلي من عدم التسجيل إنتهت بالهدف الاول ومع إقحام أوراق هجومية فعالة من خارج الملعب، إخترق الاهلي منطقة جزاء صنداونز من العمق للمرة الأولي وبسهولة.. هل تتذكر أين تسلم بادجي الكرة؟.
بادجي تواجد بين قلب الدفاع الايمن والظهير الايمن في مساحة فارغة ومع صعود علي معلول وإنطلاق أجايي في تلك المنطقة بشكل عمودي وتحرك بادجي من الطرف إلي العمق حصل علي ركلة جزاء ببساطة.
الهدفان من استغلال ضعف الجبهة اليمني ومن تمركز المهاجم جهة اليمين وكأن ال false 7 هو كلمة السر التكتيكية في المباراة.
خروج سورينو من صفوف صنداونز وإقحام أي أسم يجعل الفريق أشبه بأورلاندو بيراتس أو بيدفيست أو كايزر تشيفز، المميز في سورينيو أنه يجعل الفريق متنوعا بين 4-4-2 وبين 4-2-3-1 لإنه يقوم بدور صانع الالعاب أو المهاجم المتأخر في العمق أو الاطراف ولكن مع خروجه يصبح الشكل أقرب إلي 4-4-1-1 ويجعل الفريق يلعب علي الكرات الطويلة خلف خط الدفاع.
لذلك رغم تراجع الاهلي بدنيا في العشر دقائق الاخيرة من المباراة لم يجد صنداونز حريته في تناقل الكرة بحرية بعد خروج سورينو رغم دخول عناصر سريعه مثل باكماني ومورينا ولكن القشة التي قسمت ظهر صنداونز كانت دخول مابوندا فالفريق بات يعتمد أكثر 4-3-3 بمجاورة مابوندا وكيكانا وجالي في خط الوسط للثلاثي الهجومي مابوي ومورينيا وباكماني، بإختصار مخاوف موسيماني هي من تغلبت عليه في نهاية المباراة.
أخيرا.. فوز الاهلي لا يعني أي شىء إذا لم يقم فايلر وجهازه بدراسة ما يحدث في بريتوريا جيدا وهناك تفاصيل دقيقة ستحكم اللقاء ولكن المهم أن الاهلي سيلعب دون شبح الخسارة بنتيجة ثقيلة فما مضي إنتهي برد الاهلي بفوزين متتالين علي صنداونز.
[ad_2]