تعرض الرئيس حسن روحاني يومي الثلاثاء والاثنين لحملة انتقادات واسعة بعد إعلانه أن إيران على وشك التغلب على تفشي وباء كورونا، بينما تتفاقم الأوضاع في كافة أنحاء البلاد، وسط تزايد حالات الوفاة والإصابات.

ونقلت عدة وسائل إعلامية في إيران وخارجها عن روحاني قوله الاثنين إن البلاد تجاوزت مرحلة الذروة في تفشي المرض وستتغلب عليه في وقت قريب.

في حين سارع مستشاره الإعلامي، حسام الدين أشنا، بالرد على الانتقادات التي وجهت لروحاني، زاعماً أن تصريحات الرئيس الإيراني “تم تحريفها”.

وقال آشنا في تغريدة عبر تويتر، إن التقارير الإعلامية حرفت التصريحات فالرئيس قال ببساطة إن تقرير وزارة الصحة عن حالة تفشي المرض كان واعدا.

كما أضاف: “هذا تحريف متقن. لم تتجاوز إيران بأي حال من الأحوال ذروة تفشي المرض. وقد أشار روحاني ببساطة إلى تقرير وزارة الصحة حول سيناريوهات محتملة ومختلفة بشأن حجم تفشي المرض قبل أن يصل إلى ذروته، ثم وصف تقرير الوزارة بأنه واعد “.

تجاوز مرحلة الذروة

في المقابل، علق العشرات من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على تغريدة أشنا واتهموه بمحاولة تبرير خطأ روحاني.

من جهتها، أكدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن “روحاني لم يقل تجاوزنا ذروة تفشي المرض. لقد تحدث ببساطة عن الجهود المبذولة لتجاوز هذه المرحلة”.

لكن الوكالة الإيرانية كانت نقلت عن روحاني خلال حديثه مع لجنة مكافحة كورونا الاثنين، أن “ما قيل في الاجتماع عن تجاوز مرحلة ذروة تفشي المرض سيشرحه وزير الصحة الدكتور نمكي للناس عندما يعتقد أنه بحاجة إلى إخبارهم بذلك، وهذا كان واعدًا جدًا”.

وكان رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، علي عسكري، قال في وقت سابق خلال اجتماع أمني إن العدوى ستبلغ ذروتها بنهاية الأسبوع الأول من إبريل، وإن الحملة ضد المرض ستستمر على الأقل شهرين آخرين.

إلى ذلك، كرر التلفزيون الرسمي تحذيراً مماثلاً، لا بل أخطر، في نشرة بثت عصر الثلاثاء، قائلا إن التفشي يمكن أن يقتل “الملايين” في البلاد إذا استمر الناس في السفر وتجاهل الإرشادات الصحية.

اجتماع عبر الفيديو

إلى ذلك، انتقد الإعلام الإيراني روحاني ونائبه بشدة يوم الاثنين عقب انتشار صور لاجتماع روحاني عبر الفيديو مع مسؤولي لجنة مكافحة كورونا.

ونشر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي صوراً تظهر 12 مسؤولا وهم يتحدثون لروحاني عبر شاشة كبيرة، وعلقوا بالقول “لا فائدة من هكذا اجتماعات للحد من تفشي كورونا، بينما يجلس 10 أشخاص في نفس الغرفة مع روحاني”.

يذكر أن 9 من كل 10 حالات ضمن أكثر من 18 ألف حالة إصابة مؤكدة بالفيروس الجديد في أنحاء الشرق الأوسط منبعها إيران، حيث نفت السلطات لأيام في البداية “تفشي” الوباء بشكل واسع.

وفي وقت سابق الثلاثاء أعلنت وزارة الصحة أن حالات الوفاة بسبب كورونا ارتفعت إلى 988 حالة بزيادة 135 حالة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وقال المتحدث بسام الوزارة كيانوش جهانبور إن “عدد الوفيات بلغ 988… ومع زيادة ظهور 1178 حالة إصابة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، يصبح العدد الإجمالي للإصابات في البلاد 16169 حالة”.