جرائم الإخوان الإرهابية: تدمير سور جامعة القاهرة وقطع نباتات الأورمان

 

شهدت منطقة ميدان النهضة في القاهرة أحداثاً دامية تزامنت مع الاعتصامات التي دعت إليها جماعة الإخوان الإرهابية في عام 2013، حيث ارتكبت عناصر الجماعة العديد من الجرائم التي استهدفت ممتلكات الدولة والمواطنين. وفي جلسات محاكمة المتهمين التي نظرتها محكمة الجنايات، تم الكشف عن العديد من وقائع التخريب والدمار التي تسببت فيها هذه الجماعة في محيط جامعة القاهرة وحدائق الأورمان وحيوانات حديقة الجيزة.

 

التخريب في محيط جامعة القاهرة

 

من أبرز جرائم الجماعة الإرهابية كان استهداف السور الأثري لجامعة القاهرة، حيث تم تدمير أجزاء كبيرة من السور، والذي يعد واحداً من المعالم التاريخية في مصر. وفقًا لشهادة الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة السابق، فإن المعتصمين وضعوا المراحيض على السور وملؤوه بأغراض شخصية، مما أدى إلى إتلافه بشكل كبير. كما أشار إلى أن تكلفة ترميم السور بلغت 700 ألف جنيه، وهو مبلغ ضخم يوضح حجم الأضرار التي لحقت بالممتلكات العامة.

 

كما تسببت الاعتصامات في تعطيل العمل داخل الجامعة، حيث كان دخول الطلاب وأعضاء هيئة التدريس مقتصرًا على البوابات الجانبية بسبب إغلاق الباب الرئيسي من قبل المعتصمين. هذا التعطيل أثر بشكل كبير على سير العملية التعليمية في واحدة من أقدم وأهم الجامعات المصرية.

 

تدمير حديقة الأورمان وحيوانات حديقة الحيوان

 

لم تقتصر جرائم جماعة الإخوان الإرهابية على تخريب الممتلكات الجامعية فقط، بل شملت أيضًا التعدي على المعالم الطبيعية. فقد أكد الدكتور سيد حسين، مدير حديقة الأورمان، في شهادته أمام المحكمة، أن المعتصمين قاموا بكسر السلاسل الحديدية للأبواب وتخريب الأسوار التي تحيط بالحديقة. كما قاموا بقطع النباتات والأشجار داخل الحديقة لاستخدامها في صنع الخيام، مما أدى إلى تدمير جزء كبير من التنوع البيئي في الحديقة. وأضاف أن المعتصمين استولوا على الكراسي المتواجدة في غرف التحصيل، مما تسبب في خسائر مالية.

 

من جهة أخرى، أكدت فاطمة تمام، رئيسة الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، أن الحرائق التي اندلعت داخل حديقة الحيوان نتيجة للاعتصامات أدت إلى نفوق عدد من الحيوانات والطيور، وهو ما يعد خسارة بيئية وإنسانية في آن واحد.

 

الاعتداءات على الأهالي والممتلكات العامة

 

شهادات أخرى استمعت إليها المحكمة، كشفت عن وقوع معركة عنيفة بين المعتصمين وأهالي منطقة بين السرايات، حيث استخدم المعتصمون الأسلحة النارية مما أسفر عن مقتل 15 شخصًا وإصابة 97 آخرين. وقد أفاد اللواء حسين القاضي، مدير أمن الجيزة الأسبق، أن المعتصمين كانوا يقومون بتقطيع الطرق وإقامة “دشم خرسانية” واستخدام الأسلحة النارية، ما تسبب في مقتل العديد من الأهالي وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة. هذا التوتر الأمني كان له تبعات كبيرة على المنطقة، حيث تضررت المحال التجارية والمنازل في محيط الاعتصام.

 

النتائج والتداعيات

 

إن الجرائم التي ارتكبتها جماعة الإخوان الإرهابية خلال هذه الاعتصامات تكشف عن سلوكيات عدوانية استهدفت تدمير الممتلكات العامة والخاصة، وتعطيل الحياة اليومية للمواطنين، بل وتسببت في مآسٍ إنسانية لمئات الأسر. ورغم محاولات الجماعة لتبرير تصرفاتها، فإن ما حدث من تخريب وحرق للحدائق، وتدمير للمعالم التاريخية، يمثل جريمة ضد الوطن والمواطنين.

 

وبينما يتم محاكمة هؤلاء المتهمين في محاكم الجنايات، تظل هذه الأحداث شاهدة على حجم الخراب الذي يمكن أن تسببه الجماعات الإرهابية في البلاد.

 

 

عن admin

شاهد أيضاً

خطة ترامب في الشرق الأوسط: نهج صارم تجاه إيران ودعم لإسرائيل

كشف الدبلوماسي الأمريكي البارز دينيس روس في حوار خاص مع “المصري اليوم” عن تفاصيل خطة …

التخطي إلى شريط الأدوات