أثارت صورة تمثال غامض تم تداولها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الجدل والغضب بين المصريين، حيث يظهر التمثال وقد تم إدخال ماسورة مياه بداخله، ما أحدث حالة من الاستنكار على هذه التصرفات التي تمس فن النحت والتراث الثقافي المصري. الصورة التي لاقت تفاعلًا واسعًا بين مستخدمي الإنترنت، أثارت تساؤلات حول قيمتها التاريخية والأثرية، وأسباب هذا التصرف الغريب.
ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي
وصف العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذا الفعل بـ “الانتهاك” الواضح للفن المصري والتراث التاريخي. وأعرب البعض عن استيائهم بسبب ما وصفوه بـ “قلة التقدير” لهذا التمثال، مؤكدين أن مصر، التي تمتلك أعرق الحضارات والفنون في العالم، لا ينبغي لها أن تشهد مثل هذه التصرفات. كما عبّر آخرون عن استنكارهم لعدم وجود احترام للتماثيل أو الحفاظ عليها في حالة جيدة، مؤكدين أن هذه الحادثة تمثل “تساهلاً مفرطاً في الحفاظ على الجمال والتراث”.
مفاجأة جديدة تكشف حقيقة التمثال
ومع انتشار الصورة بشكل كبير، كان فريق “تدقيق المعلومات” في “المصري اليوم” قد قرر التحقق من حقيقة التمثال. وبعد البحث المتعمق، تبيّن أن الصورة حديثة ولا تمثل تمثالًا أثريًا يعود لفترة تاريخية قديمة، بل هي مجرد عمل فني حديث. في الواقع، يعود التمثال إلى إحدى العمارات السكنية في منطقة العباسية، حيث تم إدخال ماسورة المياه في التمثال ضمن تصميم فني داخل إحدى البنايات القديمة في شارع أحمد سعيد.
التفاعل مع المسؤولين
تواصل فريق “المصري اليوم” مع صاحب الحساب الذي نشر الصورة على موقع فيسبوك في 28 نوفمبر 2024، حيث أكد أن الصورة التقطت في ذلك اليوم، وأنها تخص تمثالًا داخل عقار قديم في حي العباسية. ورغم أن التمثال ليس أثريًا، إلا أن الحادثة أثارت جدلاً حول مسألة الحفاظ على التراث الفني، وأدى ذلك إلى مطالبات من المواطنين بضرورة الحفاظ على التراث الثقافي في كافة أنحاء البلاد، وتعزيز ثقافة الحفاظ على الجمال والفنون.
خلاصة القول
بينما كانت الصورة بداية للجدل حول مصير التمثال وتهديد التراث الفني، تبين لاحقًا أنه ليس عملاً أثريًا وإنما عملًا فنيًا حديثًا داخل بناية سكنية. ورغم ذلك، فإن هذه الحادثة تثير تساؤلات حول أهمية الحفاظ على الفنون والتاريخ في المجتمع المصري، وتأكيد ضرورة احترام التراث الثقافي والحفاظ عليه في كل الظروف.