في خطوة جديدة ضمن تشكيل حكومة مؤقتة في سوريا، تم تعيين مرهف أبو قصرة وزيرًا للدفاع في الحكومة السورية الانتقالية. أبو قصرة، المعروف باسم “أبو حسن الحموي”، يبلغ من العمر 41 عامًا، وهو خريج كلية الهندسة الزراعية من جامعة دمشق. وقد كان له دور بارز في صفوف المعارضة السورية، حيث انضم إلى هيئة تحرير الشام بعد أن اضطر للنزوح مع عائلته بسبب مواقفه المعادية لنظام بشار الأسد. وبرز بشكل لافت في قيادة الجناح العسكري للهيئة، حيث شغل منصب القائد العام.
تعيين مرهف أبو قصرة في هذا المنصب يثير العديد من التساؤلات حول كفاءته العسكرية في مواجهة التحديات الجسيمة التي تنتظر الحكومة الانتقالية، في ظل الانقسامات الداخلية التي تعيشها سوريا والصراعات المتعددة مع القوى الأجنبية.
التحديات التي يواجهها وزير الدفاع الجديد
تعتبر مهمة أبو قصرة صعبة للغاية، حيث يأتي في وقت حساس تشهد فيه سوريا أزمة أمنية وسياسية معقدة. من أبرز التحديات التي يواجهها وزير الدفاع الجديد هو إعادة بناء الجيش السوري في ظل انقساماته الداخلية، وغياب التنسيق بين مختلف الفصائل المسلحة. كما يعاني الجيش السوري من صعوبات كبيرة في الحصول على دعم دولي بسبب القيود المفروضة عليه من قبل الغرب، الذي يرفض تقديم الدعم العسكري في ظل تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية. في الوقت ذاته، تواصل تركيا تقديم الدعم لهيئة تحرير الشام، وهو ما يعزز موقف مرهف أبو قصرة في بناء الجيش الجديد، الذي من المتوقع أن يعتمد على الدعم التركي بشكل كبير.
إضافة إلى ذلك، يعاني أبو قصرة من قلة المعلومات حول تجربته العسكرية السابقة مقارنة ببعض القادة العسكريين الآخرين، مما يثير التساؤلات حول مدى تأثيره في تحسين الوضع العسكري في سوريا.
التأثيرات على الأمن القومي السوري
يعتبر دور مرهف أبو قصرة في الجيش السوري خلال المرحلة الانتقالية محورًا مهمًا لتحديد مستقبل سوريا وأمنها القومي. في ظل الهجمات الإسرائيلية المتزايدة على الأراضي السورية والتوسع الإسرائيلي في مناطق استراتيجية مثل جبل الشيخ، سيكون أمام وزير الدفاع تحدي حماية الحدود السورية وتعزيز قدرة الجيش على التصدي لأي تهديدات من الخارج.
من المتوقع أن يكون للهيئة العسكرية التي يديرها أبو قصرة دور محوري في إعادة ترتيب صفوف القوات السورية بعد سنوات من الصراع الداخلي والإقليمي، مما سيعزز من قدرة الحكومة السورية الجديدة على إدارة الأمن والدفاع بشكل فعال.
خاتمة
تعيين مرهف أبو قصرة وزيرًا للدفاع يمثل خطوة هامة في مسار الحكومة السورية الانتقالية، لكنه يواجه تحديات كبيرة تتعلق بإعادة بناء الجيش السوري ومواجهة التهديدات العسكرية والاقتصادية. وفي ظل الدعم التركي لهيئة تحرير الشام، سيكون لمرهف أبو قصرة دور مهم في توجيه السياسة الدفاعية السورية المستقبلية، ومواجهة تعقيدات الوضع الأمني في البلاد.