شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا كبيرًا خلال عام 2024، حيث تجاوزت الزيادة 26%، وهو أعلى ارتفاع سنوي منذ عام 2010. هذا الارتفاع جاء مدفوعًا بعدة عوامل، أبرزها الطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن، إضافة إلى السياسات النقدية التيسيرية التي اتبعتها البنوك المركزية حول العالم. مع بداية عام 2025، تتجه الأنظار نحو مستقبل أسعار الذهب وتوقعات استمرار هذا الاتجاه الصعودي.
العوامل التي تدعم ارتفاع أسعار الذهب:
1. مشتريات البنوك المركزية: ساهمت مشتريات الذهب من قبل البنوك المركزية العالمية في تعزيز الطلب على المعدن النفيس، وهو ما أدى إلى دفع الأسعار للارتفاع.
2. التوترات الجيوسياسية: استمرت التوترات السياسية والصراعات العالمية في تعزيز اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن ضد المخاطر الاقتصادية.
3. السياسات النقدية التيسيرية: شهدت العديد من الاقتصادات الكبرى، مثل الولايات المتحدة، تخفيفًا في السياسات النقدية، مما زاد من جاذبية الذهب كأداة للتحوط ضد التضخم.
التوقعات لعام 2025: تتوقع العديد من المؤسسات المالية استمرار الاتجاه الصعودي لأسعار الذهب خلال 2025، لكن مع بعض التقلبات المحتملة. من المتوقع أن تستمر العوامل السابقة في دعم ارتفاع الأسعار، لكن هناك بعض التحديات التي قد تؤثر على المسار العام:
1. سياسات الرئيس الأمريكي: إذا استمر الرئيس الأمريكي في سياساته الاقتصادية مثل فرض الرسوم الجمركية على الدول التي تسعى لتقليل اعتمادها على الدولار، فإن ذلك قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على قيمة الدولار وبالتالي على حركة أسعار الذهب.
2. التقلبات الاقتصادية: من الممكن أن تؤثر التقلبات الاقتصادية في الولايات المتحدة، مثل ارتفاع التضخم أو تراجع سوق العمل، على قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، مما قد يعكس تقلبًا في أسعار الذهب.
تأثير سياسات ترامب: إلى جانب التوترات الجيوسياسية، تلعب سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دورًا في تحديد اتجاهات الذهب. الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على بعض الدول، بالإضافة إلى تقلبات الدولار، أثرت في زخم صعود الذهب، ولكن من المتوقع أن تكون هذه التأثيرات أقل في حال فوزه بولاية ثانية.
الذهب كملاذ آمن: في ظل بيئة عالمية مليئة بعدم اليقين، يظل الذهب أحد أفضل الوسائل للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية. ومن المتوقع أن يظل الذهب وجهة مفضلة للمستثمرين، خاصة إذا استمرت أسعار الفائدة في البقاء منخفضة أو إذا كان هناك تزايد في المخاطر العالمية.
الختام: مع استمرار التحديات الاقتصادية والجيوسياسية في العالم، يبدو أن أسعار الذهب ستظل مدعومة في 2025، وإن كان من المتوقع حدوث بعض التقلبات. ومع تزايد الطلب من البنوك المركزية والمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن، قد يستمر المعدن النفيس في الحفاظ على جاذبيته كأداة استثمارية مفضلة.