جريمة “الكشح” في سوهاج: مأساة الصعيد بين العنف والصمت

 

أثارت جريمة مروعة وقعت في قرية الكشح بمحافظة سوهاج غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي. تداول رواد الإنترنت مقطع فيديو يوثق اللحظات الأخيرة لضحية مصاب بجرح قطعي في رقبته، غارقًا في دمائه، بينما لم يتدخل المارة لإنقاذه، واكتفوا بالتصوير.

 

تفاصيل الواقعة

 

وقعت الجريمة في قرية الكشح بمركز دار السلام عندما أقدم عامل يُدعى “أيمن. ج”، يبلغ من العمر 46 عامًا، على قتل شقيق زوجته “نوح. ن”، 40 عامًا، وهو ترزي، بسبب خلافات عائلية متعلقة بالمصاهرة.

 

في الفيديو المتداول، ظهر الضحية وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة أمام إحدى الكنائس، وسط صرخات شقيقته التي كانت تطلب النجدة. وعلى الرغم من وجود أفراد من الشرطة في محيط الواقعة، لم يكن هناك تدخل فوري لإنقاذ الضحية.

 

ردود الفعل

 

أثار الفيديو موجة غضب كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتقد المستخدمون موقف المارة الذين اكتفوا بالمشاهدة والتصوير دون محاولة تقديم المساعدة للضحية. واعتُبر هذا التصرف خروجًا عن أخلاق الصعيد التقليدية التي تتسم بالشجاعة والنخوة.

 

تحركات أمنية

 

تلقت الأجهزة الأمنية إخطارًا بالجريمة، حيث انتقلت فرق البحث الجنائي إلى موقع الحادث. وبحسب التحقيقات، اعترف المتهم بارتكاب الجريمة، وتم ضبطه مع أداة الجريمة (سكين). وجرى تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق.

 

التحدي الاجتماعي

 

تسلط هذه الواقعة الضوء على قضايا العنف الأسري وخلافات المصاهرة التي تُترجم أحيانًا إلى جرائم دموية. كما تثير تساؤلات حول دور المجتمع في التدخل لإنقاذ الأرواح، وأهمية التوعية بأخلاقيات التضامن والمساعدة في مثل هذه المواقف.

 

رسالة للمجتمع

 

بينما تستمر التحقيقات، يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن أن نواجه ثقافة اللامبالاة، ونستعيد قيم الشجاعة والمساعدة التي تميز المجتمع المصري؟ الأحداث المأساوية كجريمة “الكشح” يجب أن تكون نقطة انطلاق لتعزيز الوعي والتكاتف المجتمعي.

 

 

عن admin

شاهد أيضاً

فاجعة محور الضبعة.. تفاصيل مصرع سيدة وطفل وإصابة 13 في انقلاب أتوبيس

في حادث مأساوي وقع اليوم الجمعة، أفادت التحقيقات الأولية لنيابة الشيخ زايد عن انقلاب أتوبيس …

التخطي إلى شريط الأدوات