في خطوة إنسانية لافتة، كرم الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الشيخ جمال إبراهيم حسن سلامة، إمام المسجد السابق بمحافظة المنوفية، تقديرًا لموقفه النبيل وتنازله عن تعويض قدره مليون جنيه بعد تعرضه للطعن من قبل شاب في سبتمبر 2024.
تفاصيل الحادث:
في يوم الجمعة 27 سبتمبر 2024، تعرض الشيخ جمال إبراهيم لاعتداء عنيف أثناء أداء صلاة الجمعة داخل المسجد، حيث قام أحد الأشخاص بطعنه ثلاث طعنات بسكين بعد أداء ركعتي السنة. أدى الهجوم إلى إصابته بجرح غائر استدعى تدخلًا طبيًا عاجلًا. وبعد الحادث، تم الحكم في الجلسة العرفية بتعويض قدره مليون جنيه لصالح الشيخ جمال.
تنازل عن التعويض:
رغم الحق القانوني له في الحصول على التعويض، قرر الشيخ جمال إبراهيم أن يتنازل عن المبلغ، مؤكدًا أن المال لا يصنع الإنسان. وأضاف أنه، كإمام، يحمل رسالة دينية قائمة على التسامح والعفو، كما قال تعالى في القرآن الكريم: “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس”. وأوضح أن الشاب الذي اعتدى عليه اعتذر في الجلسة العرفية، وأكد أنه كان يعاني من ضغوط نفسية بسبب وفاة شقيقه في العام السابق.
تكريم الشيخ جمال:
أثنى وزير الأوقاف على موقف الشيخ جمال قائلاً إنه يُعد نموذجًا يحتذى به في العفو والصفح عند المقدرة. وأشاد وزير الأوقاف بتجسيد الشيخ لفضائل الإسلام في تسامحه، مشيرًا إلى أن هذه القيم يجب أن تكون قدوة للأئمة في سلوكهم اليومي. في نهاية اللقاء، أهدى وزير الأوقاف للشيخ جمال مصحفًا، وشهادة تقدير، بالإضافة إلى مكافأة مالية تقديرًا لموقفه.
دروس في التسامح والعفو:
تعتبر هذه الحادثة درسًا في التسامح والعفو، تعكس روح التسامح التي يدعو إليها الإسلام، وتبرز أهمية العفو عن من أساء إلينا. كما تُظهر مدى تلاحم المجتمع الديني وقدرته على مواجهة التحديات بروح من السلام والرحمة.