قامت الناشطة ابتهال أبو سعد بإصدار بيان عاجل موجه لجميع العاملين بشركة مايكروسوفت العالمية وذلك في أعقاب تصريحاتها الأخيرة التي كشفت فيها عن وجود تعاون بين الشركة والجهات المشاركة في العمليات العسكرية بقطاع غزة وجاءت الرسالة تحمل في طياتها دعوة صريحة للموظفين لإعادة النظر في مواقفهم ومدى مسؤوليتهم الأخلاقية تجاه ما يحدث
احتوت الرسالة على عدة نقاط جوهرية بدأت بالحديث عن الوضع الإنساني المأساوي في غزة مع التركيز على معاناة المدنيين العزل كما تناولت بالتفصيل الأدلة التي تثبت -حسب قولها- تورط الشركة في تقديم الدعم التقني للعمليات العسكرية من خلال بعض برامجها وأنظمتها الذكية
أثارت الرسالة ضجة كبيرة في الأوساط التقنية حيث تسارع العديد من الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي لنشر محتوى الرسالة بينما فضلت مايكروسوفت حتى الآن الصمت وعدم التعليق رسمياً على هذه الاتهامات التي توجه لها فيما يخص دورها في الأحداث الجارية
يتوقع مراقبون أن تترتب على هذه الرسالة عدة نتائج مهمة تتراوح بين تحرك قانوني من قبل الشركة ضد أبو سعد أو بدء تحقيقات داخلية حول صحة هذه المزاعم كما أن الرسالة قد تشكل ضغطاً معنوياً على العاملين في الشركة وخاصة من ذوي الأصول العربية والإسلامية
تعود جذور هذه القضية إلى سلسلة من التغريدات والنشرات التي كانت أبو سعد قد أطلقتها خلال الأيام الماضية والتي اتهمت فيها الشركة العملاقة بالمشاركة غير المباشرة في الأحداث من خلال عقودها مع الجيش الأمريكي ووزارة الدفاع الإسرائيلية حيث زعمت أن بعض التقنيات التي تطورها الشركة يتم استخدامها في الأغراض العسكرية
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها شركات التقنية الكبرى اتهامات بمشاركتها في النزاعات المسلحة حيث سبق وأن تعرضت عدة شركات لانتقادات مماثلة في سياق نزاعات أخرى حول العالم مما يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول دور الشركات التكنولوجية في الصراعات الدولية وحدود مسؤوليتها الأخلاقية