في تطور مأساوي هز أرجاء منطقة التجمع في القاهرة، كشفت التحقيقات عن مفاجأة مدوية في قضية وفاة عروس شابة، حيث تبين أن الشخص الذي قام بحقنها بمادة الفيلر لم يكن طبيبًا متخصصًا، بل صيدليًا انتحل صفة طبيب تجميل. وقد أثارت هذه الواقعة غضبًا واستياءً واسعًا في الأوساط الطبية وبين المواطنين، لما تنطوي عليه من استهتار بحياة البشر وتجاوز خطير للقوانين والأعراف المهنية.
تعود تفاصيل الحادثة إلى قيام العروس، التي لم يمض على زواجها سوى فترة قصيرة، بالتوجه إلى أحد المراكز التجميلية في منطقة التجمع، وذلك بهدف إجراء حقنة فيلر لتحسين مظهرها. وقد قام الصيدلي، الذي كان يعمل في المركز، بحقنها بالمادة، إلا أنها سرعان ما شعرت بتدهور في حالتها الصحية، وتم نقلها إلى المستشفى على الفور، حيث فارقت الحياة بعد فترة وجيزة.
وقد فتحت الأجهزة الأمنية تحقيقًا فوريًا في الواقعة، وتمكنت من كشف حقيقة الصيدلي المنتحل للصفة، الذي تبين أنه ليس لديه أي ترخيص أو شهادة تخول له ممارسة مهنة الطب. وقد تم القبض عليه وإحالته إلى النيابة العامة، التي وجهت إليه تهم القتل الخطأ وانتحال صفة طبيب وممارسة مهنة الطب دون ترخيص.
وقد أثارت هذه القضية جدلًا واسعًا حول الرقابة على المراكز التجميلية، وضرورة تشديد الإجراءات لمنع غير المؤهلين من ممارسة هذه المهنة الحساسة. كما حذر الأطباء والمتخصصون من خطورة التهاون في اختيار المراكز التجميلية والتعامل مع أشخاص غير متخصصين، لما قد يترتب على ذلك من مضاعفات خطيرة قد تصل إلى حد الوفاة.
وفي هذا السياق، دعت وزارة الصحة إلى ضرورة قيام المواطنين بالتأكد من ترخيص المركز التجميلي وتأهيل العاملين فيه، قبل الإقبال على إجراء أي عمليات تجميلية. كما أكدت على أهمية الإبلاغ عن أي مخالفات أو تجاوزات في هذا المجال، وذلك من خلال الخطوط الساخنة المخصصة لذلك أو عبر قنوات التواصل الأخرى.