عادت من جديد أجواء الاجتماعات العائلية التي تجمع بين أحفاد الدكتورة نوال الدجوى، بعد أن توقفت مؤقتًا خلال عطلة عيد الفطر، حيث استأنف الورثة لقاءاتهم في محاولة جادة لتسوية الخلافات التي نشبت بينهم خلال الفترة الأخيرة، والتي ارتبطت بميراث الراحلة، إلى جانب بعض الملفات القانونية والإدارية المرتبطة بالمؤسسات التي أسستها وتركتها خلفها. وتأتي هذه الاجتماعات في إطار رغبة مشتركة من الأطراف المعنية في حل النزاع بعيدًا عن أروقة المحاكم، والاحتكام إلى روح العائلة والمصالح العليا التي كانت دائمًا تحرص عليها الدكتورة نوال طوال حياتها.
وفي ظل أجواء مشحونة بالمشاعر المتداخلة بين الحنين والاختلاف، اجتمع الأحفاد على طاولة واحدة في محاولة لإعادة ضبط البوصلة نحو التفاهم، إذ يدرك الجميع أن ما تركته نوال الدجوى ليس مجرد إرث مادي أو مؤسسات تعليمية ناجحة، بل تاريخ طويل من العمل العام، والتربية على المسؤولية، وقيم الأسرة والاحترام المتبادل. وقد جاءت هذه الجولة من الاجتماعات بعد محاولات سابقة فشلت في الوصول إلى اتفاق نهائي، بسبب تباين وجهات النظر حول توزيع بعض الأصول، وطريقة إدارة المؤسسات، مما جعل القضية تتصدر اهتمام كثير من المهتمين بالشأن الاجتماعي والأسري.
وبحسب ما ورد من معلومات حول طبيعة هذه الاجتماعات، فإن المناقشات تركزت خلال المرحلة الحالية على النقاط العالقة، خاصة المتعلقة بالحصص الإدارية لكل فرد من الأحفاد، ومدى تأثير كل طرف في مستقبل الكيانات التي كانت تديرها الدكتورة نوال قبل وفاتها. ويبدو أن النية هذه المرة تتجه فعليًا نحو المصالحة، خاصة بعد تدخل بعض الشخصيات المقربة من العائلة، الذين سعوا إلى رأب الصدع، وتذكير الجميع بقيمة التماسك العائلي الذي لطالما شكل أساسًا لقوة العائلة ونجاحها.
وقد انعكست أجواء اللقاءات على المحيط الاجتماعي المقرب من العائلة، حيث أبدى كثيرون ارتياحهم لعودة الحوار بعد شهور من التوتر، إذ أن الخلافات التي ظهرت في العلن كانت محل استغراب لمن يعرفون مدى قوة الروابط بين أفراد هذه العائلة، التي كان يُضرب بها المثل في التماسك والعمل الجماعي. وعبّر البعض عن أمله في أن تسفر هذه الاجتماعات عن نتائج إيجابية تُنهي النزاع تمامًا، وتعيد للأحفاد روح الوحدة، وتدفعهم إلى مواصلة المسيرة التي بدأتها جدتهم بكل تفانٍ وإخلاص.
الجدير بالذكر أن الدكتورة نوال الدجوى لم تكن فقط شخصية مرموقة في المجال التعليمي، بل كانت تُعرف بشغفها الكبير بتأسيس مشاريع تعليمية وطنية رائدة، وقد أنشأت عدداً من المؤسسات التعليمية التي ساهمت في تطوير المنظومة التعليمية في مصر، وكانت تحرص على زرع القيم والمبادئ داخل أسرتها كما كانت تغرسها في طلابها. ولذلك، فإن الخلافات الأخيرة التي نشبت بين الأحفاد جاءت صادمة للوسط العام، حيث لم يتوقع أحد أن تسود أجواء التوتر في هذه العائلة المعروفة بتماسكها.
وتبقى الآمال معلقة على ما ستسفر عنه اللقاءات القادمة، التي من المتوقع أن تشهد جلسات أكثر عمقًا، وتفاصيل أكثر دقة، لبلورة اتفاق واضح يرضي جميع الأطراف. فالجميع يدرك أن تسوية هذا النزاع لن تحل فقط أزمة الميراث، بل ستعيد الهدوء إلى عائلة شكلت إحدى العلامات المضيئة في الحياة الأكاديمية والاجتماعية، وستمنح الأحفاد فرصة لفتح صفحة جديدة من التعاون المشترك والوفاء لإرث جدتهم، التي أفنت عمرها في بناء مستقبل مشرق لعائلتها ومجتمعها على حد سواء.
مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة مصري الان اخبار مصر لحظة بلحظة