نعى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ببالغ الحزن والأسى، المواطن البطل الذي لقي مصرعه إثر تدخله البطولي في واقعة العاشر من رمضان التي شغلت الرأي العام وأثارت إعجاب الجميع بسبب شجاعته النادرة وروحه الوطنية العالية. وأعرب رئيس الوزراء عن تقديره الكبير لما أبداه هذا البطل من شهامة وفداء نادرين في مواجهة موقف بالغ الخطورة تطلّب قدرًا هائلًا من الوعي والسرعة في اتخاذ القرار، وهو ما فعله دون تردد، مقدمًا روحه فداءً لحماية الآخرين دون أن ينتظر مقابلًا أو يتراجع أمام التهديد الذي كان يمكن أن يؤدي إلى وقوع كارثة حقيقية.
وقال رئيس الوزراء في كلماته المؤثرة إن هذا البطل كان نموذجًا مشرفًا للمواطن المصري الأصيل الذي يُجسد أسمى معاني التضحية والانتماء، مضيفًا أن سرعة تصرفه في تلك اللحظات العصيبة كان لها بالغ الأثر في تفادي خسائر جسيمة كادت أن تحصد أرواحًا بريئة وتُسبب دمارًا واسعًا للممتلكات. فقد كان لتدخله المباشر الدور الحاسم في احتواء الموقف، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل تفاقم الأوضاع.
وأشاد الدكتور مصطفى مدبولي بهذا التصرف البطولي الذي لم يكن عابرًا، بل كان تعبيرًا صادقًا عن القيم التي يحملها أبناء هذا الوطن، حيث بادر هذا الرجل، مدفوعًا بحسّه الوطني وبفطرته النبيلة، للتدخل في لحظة فارقة دون أن يخشى على حياته، واضعًا نصب عينيه فقط سلامة من حوله وأمن المنطقة التي كادت أن تشهد كارثة لولا تدخله الحاسم.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن مثل هذه المواقف البطولية تظل محفورة في ذاكرة الوطن، وأن تضحيات هذا المواطن لن تُنسى أبدًا، مؤكدًا أن الدولة لن تدّخر جهدًا في تكريم اسمه والاعتراف بدوره العظيم الذي يرقى لمستوى الشهداء الذين يقدمون أرواحهم من أجل الحفاظ على أمن واستقرار البلاد. وأضاف أن هذا النموذج الملهم يجب أن يُدرّس للأجيال الجديدة كي يتعلموا منه معاني الشجاعة الحقيقية، ويستوعبوا أن الدفاع عن الوطن لا يقتصر فقط على من يحمل السلاح، بل يمتد ليشمل كل من يحمل في قلبه حبًا صادقًا لمصر ويستعد للتضحية من أجلها في أصعب اللحظات.
واختتم رئيس الوزراء بيانه برسالة تعزية إلى أسرة البطل، مؤكدًا أن مصر بكل مؤسساتها تقف بجانبهم وتفخر بأن أحد أبنائها سطر صفحة ناصعة من التضحية والإقدام، مشددًا على أن الوطن لن ينسى من يدفع حياته ثمنًا لحماية الآخرين، وأن روح هذا البطل ستظل حية في قلوب أبناء مصر، ملهمةً لكل من يسيرون على درب الوفاء والفداء.