شهدت مدينة طنطا بمحافظة الغربية واقعة مأساوية أثارت حالة من الحزن والاستياء الشديد بين المواطنين، وذلك بعدما لقيت سيدة مسنة مصرعها إثر تعرضها لحادث دهس أثناء عبورها الطريق، حيث صدمتها سيارة مسرعة يقودها طالب جامعي، ثم فرّ هاربًا من مكان الحادث دون أن يحاول إسعافها أو التحقق من حالتها. الحادث وقع في منطقة حيوية ومزدحمة من المدينة، وأدى إلى حالة من الارتباك في صفوف المارة الذين حاولوا تقديم المساعدة للسيدة، لكنها كانت قد فارقت الحياة متأثرة بإصابتها الخطيرة.
وبمجرد تلقي الأجهزة الأمنية بلاغًا بالواقعة، تحركت على الفور قوة من قسم شرطة ثانِ طنطا إلى مكان الحادث، وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة، كما تم استدعاء سيارة إسعاف لنقل الجثمان إلى مشرحة المستشفى العام تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والتصريح بالدفن بعد انتهاء الفحص الطبي. في الوقت نفسه، بدأت فرق البحث في فحص كاميرات المراقبة المحيطة بالمنطقة لتحديد هوية السائق الذي فرّ من موقع الحادث، حيث تم التوصل بالفعل إلى بيانات السيارة وهوية مالكها بعد ساعات من التحري.
وبعد جهود مكثفة، تمكنت الجهات الأمنية من ضبط الشاب المتهم، وهو طالب جامعي في العقد الثاني من عمره، حيث تم القبض عليه واقتياده إلى قسم الشرطة للتحقيق معه بشأن ملابسات الحادث وظروف هروبه من مكان الواقعة. وبمواجهته اعترف أنه كان يقود السيارة بسرعة عالية وأنه فوجئ بالسيدة تعبر الطريق أمامه بشكل مفاجئ، مما منعه من التوقف في الوقت المناسب، لكنه أقر بخطأه في الفرار وعدم الإبلاغ عن الحادث فور وقوعه، مبررًا ذلك بأنه أصيب بحالة من الذعر ولم يكن يدري ما يجب أن يفعله.
وقد قررت جهات التحقيق حبس الطالب المتهم لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، لحين الانتهاء من كافة الإجراءات القانونية والاستماع إلى أقوال الشهود ونتائج التقرير الطبي الشرعي. وتواجه النيابة المتهم بتهمة القتل الخطأ نتيجة الإهمال وعدم اتخاذ الحذر أثناء القيادة، بالإضافة إلى تهمة الهروب من موقع الحادث وعدم الإبلاغ عنه، وهي تهم يمكن أن تصل عقوبتها إلى الحبس والغرامة طبقًا لقانون المرور والجنائي.
وأثارت هذه الحادثة موجة من التعاطف مع أسرة الضحية التي ودّعت فقيدتها وسط أجواء من الحزن الشديد، خاصة وأنها كانت سيدة مسنّة معروفة في محيطها بحُسن الخلق والتدين. كما عبّر الكثير من الأهالي عن استيائهم من تكرار مثل هذه الحوادث نتيجة تهور بعض السائقين، وغياب الالتزام بالسرعة المحددة في المناطق السكنية والمزدحمة، مؤكدين أن الأمر أصبح يستدعي وقفة حاسمة من الجهات المعنية للحد من هذه الظواهر، والعمل على تكثيف الرقابة المرورية ووضع حلول عاجلة لضمان سلامة المواطنين، خاصة كبار السن الذين يعانون أثناء عبور الشوارع.
وتأتي هذه الواقعة لتسلط الضوء من جديد على أهمية التوعية المرورية والالتزام بالقواعد، لا سيما بين فئة الشباب الذين يقودون السيارات في سن مبكرة وربما يفتقرون إلى الخبرة الكافية للتعامل مع المواقف الطارئة على الطريق. كما تؤكد على ضرورة تفعيل العقوبات الرادعة ضد كل من يتسبب في إزهاق الأرواح بسبب الإهمال أو التهور، حتى يكون عبرة لغيره، ويشعر الجميع بأن أرواح الناس ليست محلًا للاستهانة أو التجاهل.