شهدت منطقة حدائق القبة بمحافظة القاهرة حادث انهيار مروع لعقارين سكنيين، حيث تمكنت فرق الإنقاذ من استخراج 9 ناجين إضافيين من تحت الأنقاض، في مشهد يعكس سرعة الاستجابة والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية. يأتي هذا الحادث في ظل متابعة مباشرة من الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، الذي وجه بتشكيل غرفة عمليات طوارئ تعمل على مدار الساعة لمتابعة تطورات الحادث والتعامل الفوري مع أي مستجدات.
بدأت عمليات الإنقاذ فور وقوع الانهيار، حيث هرعت قوات الحماية المدنية والإسعاف إلى موقع الحادث، وشرعت في استخدام المعدات الثقيلة وأجهزة الكشف عن الأحياء تحت الأنقاض، وسط حالة من التوتر والقلق بين الأهالي الذين تجمعوا حول المكان. وعلى الرغم من صعوبة الظروف، تمكنت الفرق من انتشال 9 أشخاص أحياء، بينهم نساء وأطفال، وتم نقلهم فوراً إلى مستشفى الزيتون لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة.
كما أسفرت عمليات البحث عن وفاة حالة واحدة، وتم التعامل مع الوضع بأقصى درجات الحذر لمنع وقوع مزيد من الإصابات. وأكدت الأجهزة المعنية على ضرورة إخلاء المباني المجاورة التي قد تكون معرضة للخطر، حيث تم إخلاء عقار مكون من أرضي وخمسة أدوار، رغم خلوه من السكان، بالإضافة إلى إخلاء عقار آخر مكون من أرضي وأربعة أدوار كإجراء احترازي. هذا وقد تم نشر عدد من الفرق الفنية لفحص المباني المجاورة والتأكد من سلامتها، لتفادي أي حوادث مشابهة.
وفي إطار جهود المحافظة، تم توفير الدعم النفسي للمصابين وعائلاتهم، مع تفعيل خط ساخن لتلقي البلاغات والشكاوى من السكان المتضررين، بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات الأمنية لضبط حركة المرور في محيط الحادث وتسهيل وصول سيارات الإسعاف والمعدات الثقيلة. كما أكد المحافظ على أهمية تكثيف حملات التفتيش على المباني القديمة والمتهالكة في جميع أحياء القاهرة، للحد من مخاطر الانهيارات المفاجئة، مشدداً على ضرورة تطبيق اللوائح والقوانين الخاصة بالبناء والصيانة.
هذا الحادث المؤلم يعيد إلى الأذهان أهمية الالتزام بمعايير السلامة في الإنشاءات ومتابعة حالة المباني بشكل دوري، خاصة في المناطق التي تشهد كثافة سكانية عالية. وتواصل فرق الإنقاذ عملها على مدار الساعة، وسط أجواء من التضامن المجتمعي، حيث تبرع العديد من الأهالي بالدم والمواد الغذائية لدعم المتضررين. وتبقى الأنظار متجهة نحو جهود المحافظة في التعامل مع تداعيات الحادث، وتقديم الدعم الكامل للناجين وأسر الضحايا، مع العمل على وضع خطة شاملة لمنع تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل.