عبّر الإعلامي والبرلماني مصطفى بكري عن موقفه الرافض للعدوان المستمر على قطاع غزة، مؤكداً أن دماء أهل غزة التي تُسفك في هذه المواجهات لن تذهب هباءً أو بدون حساب، مشدداً على أن الله سبحانه وتعالى هو المنتقم العادل الذي سينصر المظلومين ويأخذ حقهم من المعتدين. جاء هذا التصريح في إطار تعبيره عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في وجه الهجمات والقصف الذي يتعرض له من قبل القوات الإسرائيلية، معبراً عن حزنه وغضبه لما يحدث من مآسٍ إنسانية وألم يعانيه المدنيون الأبرياء في غزة.
وأشار بكري إلى أن ما يجري في غزة ليس مجرد صراع عسكري، بل هو معركة وجود وكرامة، حيث يدفع الشعب الفلسطيني ثمناً باهظاً في سبيل الدفاع عن أرضه وحقوقه المشروعة. وأكد أن دماء الشهداء الذين يسقطون في هذه المعارك ستظل شاهدة على الظلم الذي يتعرضون له، وستكون دافعاً للمقاومة والصمود حتى تحقيق الحرية والعدالة. وأضاف أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يراقب كل شيء، ولن يترك المعتدين يفلتون من العقاب، مشيراً إلى أن العدالة الإلهية ستتحقق مهما طال الزمن.
كما شدد مصطفى بكري على أهمية الوحدة العربية والإسلامية في دعم القضية الفلسطينية، ومساندة أهل غزة بكل السبل الممكنة، سواء عبر الدعم السياسي أو الإنساني أو الإعلامي، مؤكداً أن الصمت أو التخاذل أمام هذه المآسي لا يمكن أن يكون خياراً. وأوضح أن القضية الفلسطينية هي قضية كل مسلم وعربي، وأن النضال من أجلها هو واجب أخلاقي وإنساني يجب أن يستمر حتى تتحقق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وفي ختام تصريحه، دعا بكري إلى تعزيز التضامن الدولي مع غزة، والعمل على وقف العدوان فوراً، وفتح ممرات إنسانية لتقديم المساعدة للمدنيين المتضررين، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني سيظل صامداً في وجه الظلم، وأن دماء الشهداء لن تذهب سدى بل ستظل نبراساً ينير طريق الحرية والكرامة. وأكد أن الله المنتقم لن يترك المظلومين وحدهم، وأن النصر قريب بإذن الله، معبراً عن أمله في أن تتحد الجهود الدولية لوقف هذه المأساة وإنهاء معاناة أهل غزة.
9/
بتوجيهات رئاسية.. القاهرة تبذل جهوداً دبلوماسية مكثفة لوقف التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل
في ظل التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل والتي تهدد بانزلاق المنطقة إلى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، تحركت القاهرة بشكل عاجل ومكثف بناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتلعب دوراً محورياً في احتواء الأزمة ووقف التصعيد العسكري بين الطرفين. وتعكس هذه التحركات الدبلوماسية حرص مصر على استقرار منطقة الشرق الأوسط ومنع توسع رقعة الصراع الذي قد يطال دولاً أخرى ويؤدي إلى تداعيات كارثية على الأمن الإقليمي والدولي.
وقد قام وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بإجراء اتصالات مكثفة مع عدد من الأطراف الفاعلة في الأزمة، حيث تواصل هاتفياً مع عباس عراقجي، وزير خارجية إيران، وكذلك مع ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، في مسعى لخفض حدة التوتر ووقف إطلاق النار. وأكد الوزير خلال هذه الاتصالات على ضرورة استغلال كافة القنوات الدبلوماسية المتاحة لاحتواء الموقف، محذراً من مخاطر انزلاق المنطقة إلى فوضى شاملة لن يكون أحد بمنأى عن تداعياتها، ومشدداً على أهمية منع توسيع رقعة الصراع.
كما تبادل الوزير المصري الرؤى مع نظيره البريطاني ديفيد لامي، حيث تم التأكيد على أهمية التعاون الدولي وتضافر الجهود الأوروبية والدولية لاحتواء الأزمة، والعمل على استئناف المسار الدبلوماسي للتوصل إلى اتفاق مستدام حول البرنامج النووي الإيراني، والذي يعد أحد أبرز الملفات الحساسة التي تؤثر على الأمن الإقليمي. وأكد الطرفان على ضرورة استمرار التنسيق والتشاور بين الدول المعنية لمنع تفاقم الأوضاع وتحقيق تهدئة حقيقية في المنطقة.
وتأتي هذه التحركات في وقت يشهد تصعيداً عسكرياً متبادلاً بين إيران وإسرائيل، حيث نفذت إسرائيل ضربات جوية على مواقع داخل الأراضي الإيرانية، ردت عليها طهران بإطلاق صواريخ على أهداف داخل إسرائيل، مما أثار مخاوف دولية من اندلاع مواجهة أوسع قد تشمل استخدام أسلحة نووية تكتيكية، وهو ما حذر منه الكرملين وعدد من الدول الكبرى. وفي هذا السياق، تؤكد مصر على ضرورة احترام سيادة الدول ووقف الاعتداءات التي تنذر بكارثة إنسانية وأمنية في منطقة حساسة جيوسياسياً.
كما تعكس جهود القاهرة الدبلوماسية حرصها على لعب دور الوسيط البناء الذي يسعى إلى تهدئة الأوضاع عبر الحوار والتفاوض، بعيداً عن التصعيد العسكري الذي يهدد مصالح جميع دول المنطقة. وتعمل مصر على تعزيز التضامن العربي والدولي للضغط من أجل وقف إطلاق النار وفتح قنوات اتصال فعالة بين الأطراف المتنازعة، مع تقديم الدعم لأي مساعٍ تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار. ويؤكد هذا الدور المصري المتقدم على مكانة القاهرة كقوة إقليمية فاعلة تسعى للحفاظ على أمن المنطقة ومنع تحول النزاعات إلى أزمات مفتوحة يصعب السيطرة عليها.
في المجمل، تمثل تحركات مصر الدبلوماسية الحالية ترجمة واضحة لتوجيهات القيادة السياسية التي ترى في الاستقرار الإقليمي ركيزة أساسية لتحقيق التنمية والازدهار، وتعمل على استثمار علاقاتها الدولية والإقليمية في دفع جهود السلام واحتواء النزاعات قبل أن تتفاقم وتتحول إلى أزمات تهدد الأمن والسلم العالميين.